السجن المؤبد لنمساوي أدين بالقتل العمد بعد جريمة طعن مميت في تيرول

أدانت محكمة إنسبروك الإقليمية (Landesgericht Innsbruck) يوم الإثنين نمساوي يبلغ من العمر 46 عامًا بالسجن غير النافذ لمدة 20 عامًا، بتهمة القتل العمد، وذلك على خلفية طعنه رجلًا يبلغ من العمر 54 عامًا حتى الموت في نهاية أكتوبر 2023 بمدينة “فيبر برون” (Fieberbrunn) التابعة لمقاطعة “كيتسبويل” (Bezirk Kitzbühel). الحكم لا يزال غير نهائي، وقد صدر بعد مداولات شهدت دفوعًا متناقضة بين الادعاء والدفاع، ركزت على ما إذا كانت الواقعة جريمة قتل متعمدة أم فعل دفاع عن النفس.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أنكر المتهم التهمة في اليوم الأول من المحاكمة الذي عقد في 1 أبريل، حيث أصر محاميه فرانتس إسل (Franz Essl) على أن موكله تصرّف بدافع الدفاع عن النفس خلال شجار عنيف مع الضحية، واعتبر أن الجريمة لم تكن مقصودة بل نتيجة حالة دفاعية، مشيرًا إلى أن موكله كان يشعر بخطر الموت.

وقد أدى تقديم الدفاع في أولى جلسات المحاكمة سلسلة من طلبات الإثبات إلى تأجيل الإجراءات، وواصل الدفاع تقديم طلبات جديدة في الجلسة اللاحقة يوم الإثنين، والتي تم رفضها جميعًا من قبل المحكمة. ركزت هذه الطلبات بالأساس على الطعن في تقرير الطب الشرعي، حيث ادعى المحامي وجود ثغرات في التقرير، لا سيما في تحديد ما إذا كان الضحية فاقدًا للوعي وقت الطعنة أم لا.

النيابة ترفض رواية الدفاع وتؤكد القتل العمد

من جانبه، رفض المدعي العام هانيس فاندل (Hannes Wandl) بشدة دفوع الدفاع، مؤكدًا أن ما حدث هو قتل متعمد بعد تعاطي مشترك لكميات كبيرة من المخدرات داخل شقة المتهم. وأشار إلى أن المتهم قام أولًا بخنق الضحية حتى فقد الوعي ثم وجه له طعنة قاتلة في الجانب الأيمن من الرقبة.

واعتبر المدعي العام أن تقرير الطب الشرعي يوضح أن الحادثة لم تكن نتيجة شجار بل واقعة ثابتة (statisches Geschehen)، ولم تكن هناك دلائل على مقاومة فعلية من قبل الضحية.

جدل حول الدافع وملابسات الحادث

في المقابل، قدم الدفاع رواية مختلفة تمامًا للأحداث، زاعمًا أن الضحية كان قوادًا وتاجر مخدرات، وأنه كان على علاقة مع شريكة المتهم السابقة، وأضاف المحامي أن موكله كان ضحية هجوم مباغت من الضحية، وأن الطعنة جاءت كرد فعل على محاولة خنقه، مشيرًا إلى وجود آثار مقاومة على جثمان القتيل تثبت دفاع المتهم عن نفسه.

وأكد المتهم نفسه في كلمته الختامية أنه لم يكن لديه أي دافع للقتل، نافيًا وجود نية مسبقة. كما اتهم الطب الشرعي بالتقصير في توثيق إصاباته الجسدية التي تعرض لها أثناء الحادث، واعتبر ذلك إهمالًا جسيمًا.

النطق بالحكم: 20 سنة سجن

رغم دفوع الدفاع، فقد أدان المحلفون المتهم بالإجماع، بنتيجة ثمانية أصوات مقابل لا شيء (8:0)، معتبرين أن الجريمة كانت قتلًا عمدًا.

وفي أسباب الحكم، ذكرت القاضية أن المحكمة أخذت بعين الاعتبار أن المتهم غير مسبوق قضائيًا وأنه كان تحت تأثير الكوكايين أثناء ارتكاب الجريمة، مما قلل من قدرته على التمييز، إلا أن تشديد الحكم استند إلى عدة عوامل، من بينها استخدام سلاح أبيض (سكين)، وحالة الخنق، والطعن بقوة كبيرة.

كل من الادعاء والدفاع لم يقدما بعد طعنًا رسميًا على الحكم، ما يعني أن القرار لا يزال غير نهائي حتى اللحظة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى