السجن مع وقف التنفيذ لفتاة نمساوية أفغانية روجت لداعش وحماس عبر وسائل التواصل

فييناINFOGRAT:

أدانت محكمة فيينا الخميس فتاة نمساوية تبلغ من العمر 19 عاماً بتهمة الانتماء إلى تنظيمات إرهابية، بعد أن تطرّفت بسرعة عبر منصة تيك توك وأصبحت من أنصار تنظيمي “الدولة الإسلامية” و”حماس”، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

قضت محكمة الجنايات في فيينا، متمثلة في هيئة مكوّنة من قضاة وهيئة محلفين، بسجن المتهمة مدة عام مع وقف التنفيذ، بعد إدانتها بالانتماء إلى تنظيم إرهابي وتشكيل منظمة إجرامية، في حكم نهائي قابل للتنفيذ.

ألزمت المحكمة الفتاة بالمشاركة في برنامج لإعادة التأهيل من التطرف، تشرف عليه “مركز الاستشارات حول التطرف” (Beratungsstelle Extremismus)، كما فُرضت عليها بقرار قضائي الخضوع لعلاج نفسي أو علاج نفسي سريري. وتم تعيين مرشد اجتماعي لمتابعة حالتها خلال فترة المراقبة.

المتهمة، وهي من أصل أفغاني، وصلت إلى النمسا مع والديها وهي في سن الرابعة. وقد ذكرت أثناء جلسة المحاكمة، التي حضرتها مرتدية جلابية إسلامية طويلة (Tschador) وحجاباً متناسق اللون (Hidschab)، أن والديها شيعة معتدلون، وأنها بدأت تعاني صراعات داخلية بسبب ذلك. وقالت: “لم أشعر بالارتياح في الدين”. من دون علم والديها، تحولت إلى المذهب السني، لتنجرف خلال أسابيع في صيف عام 2022 نحو فكر تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد أن انغمست في محتوى متطرف عبر منصة تيك توك. ويُعتقد أن تواصلها المكثف مع فتاة تقيم في ألبانيا كان له دور حاسم في عملية تطرفها. الفتاة المتهمة كانت تعيش في منطقة “Donaustadt” في فيينا، وكانت تلميذة في المدرسة آنذاك.

من العزف في الفرقة المدرسية إلى الاستماع لخطب الكراهية السلفية

بدلاً من مواصلة العزف على آلة التوبا والبوق في الفرقة الموسيقية المدرسية، بدأت المتهمة، وكانت حينها قاصراً، في متابعة مقاطع فيديو للواعظ السلفي الألماني المتشدد Denis Cuspert وغيرهم من دعاة الكراهية المعروفين. وبات الاستماع إلى الموسيقى محرّماً عليها. تخلّت عن آلاتها النحاسية لتتفرغ في المنزل لقراءة القرآن، ولكن وفق تفسير متشدد للغاية، ومنذ يوليو 2022 شرعت في الترويج لأفكار تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث كانت تنشر مقاطع فيديو وصوراً ذات طابع دعائي، لم تكتفِ بنقلها بل قامت بتحريرها بمهارة وإرفاقها بـ”أناشيد” (Nasheeds) ذات طابع ديني.

كما استخدمت تطبيق “واتساب” لإرسال رسائل إلى متعاطفين آخرين مع التنظيم، ورد فيها عبارات من قبيل: “يجب قتل الكفار، سواء كانوا صغاراً أو كباراً. يجب قتل الجميع”، و”Kill the kuffar” (اقتلوا الكفار). ونفت حق المثليين في الوجود، واحتفلت بالهجوم الإرهابي الذي نفذته “حماس” ضد إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

“أنا مذنبة ولا أنكر ذلك”

في العام الماضي، تم الكشف عن نشاطها المتطرف. وأجري تفتيش قضائي في محل إقامتها، حيث تم ضبط وسائط تخزين تحتوي على مواد تدينها. وخلال محاكمتها أمام المحكمة المعروفة باسم “Graues Haus” (البيت الرمادي)، قالت المتهمة التي تعيش على المساعدات الاجتماعية: “أنا مذنبة، ولا أنكر ذلك”.

وأضاف محامي الدفاع عنها بأن موكلته باتت “ترى هذه الأيديولوجيا اليوم من منظور مختلف تماماً، ولم تعد تتفق مع مضمونها”، وأنها “مستعدة للعمل على نفسها للتخلص من هذا الفكر، إن كان ما زال هناك أثر له”.

وأوضحت المتهمة أنها كانت تعاني من “اكتئاب شديد في ذلك الوقت. كان الوضع آنذاك أسوأ مما هو عليه اليوم”. وعندما سُئلت عن سبب احتفاظها بمقاطع فيديو تصور عمليات ذبح نفذها تنظيم “الدولة الإسلامية” ضد رهائن، ثم إرسالها للآخرين، لم تتمكن من تقديم تفسير.

كما رفضت الإجابة عن أسئلة حول نواياها المفترضة بالسفر إلى سوريا، كما ورد في لائحة الاتهام، وقالت: “لا أريد الحديث عن ذلك”. وعندما سألها القاضي عن زواجها في سن السادسة عشرة وفقاً للشريعة الإسلامية، أبدت انزعاجها قائلة: “تزوجت فقط لأنني أحببته. كانت فكرة غبية”. واستمرت تلك العلاقة لمدة “شهرين إلى ثلاثة أشهر” فقط.

وفي ختام الجلسة، أكدت المتهمة أنها تخلّت فعلاً عن الفكر المتطرف: “لن أنجرّ إلى ذلك مجدداً”. وقالت إنها باتت تتحدث الآن مع قريباتها حول مشاكلها، وإنها لم تعد على تواصل مع أي من المتعاطفات مع تنظيم “الدولة الإسلامية”. وأضافت: “حين داهمت الشرطة منزلي واقتادتني معها، أدركت مدى تطرف الأفكار التي كنت أؤمن بها”.


مباشر لأحدث القصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى