الناخبون الألمان يختارون برلمانهم الجديد وسط تحديات

يواصل الناخبون الألمان الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة، وسط توقعات بعودة المحافظين، بقيادة فريدريش ميرتس، إلى السلطة، وتحقيق حزب “البديل” الشعبوي أفضل نتيجة له، في ظل ميل القوة الاقتصادية الأوروبية نحو اليمين.

انتخابات مصيرية في ألمانيا

يستمر الناخبون في ألمانيا في الإدلاء بأصواتهم وسط ترقب كبير داخليًا وخارجيًا لما ستفرزه الانتخابات التشريعية المبكرة، التي تأتي في ظل تحديات داخلية وخارجية تواجهها القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها صباح الأحد (23 شباط/فبراير 2025) في ألمانيا، حيث يتصدر المحافظون المشهد الانتخابي، مع احتمال تحقيق اليمين المتطرف نتيجة قياسية.

ودُعي أكثر من 59 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم من الساعة 8:00 صباحًا (7:00 بتوقيت غرينتش) وحتى الساعة 18:00 مساءً (17:00 بتوقيت غرينتش) لاختيار نوابهم في الانتخابات المبكرة، التي جاءت عقب انهيار الائتلاف الحاكم بقيادة المستشار الاشتراكي أولاف شولتس في أواخر عام 2024.

مشاركة الرئيس والمستشار في التصويت

أدلى الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير وزوجته إلكه بودنبندر بصوتيهما في أحد مراكز الاقتراع في العاصمة برلين. ووجه شتاينماير شكره للعاملين في الانتخابات، داعيًا المواطنين إلى المشاركة في الاقتراع.

وقال صباح الأحد، من مدرسة “إريك كاستنر” الابتدائية في حي نسليندورف، متوجهًا إلى المواطنين:

“استخدموا حقكم في التصويت، وشاركوا في تحديد مستقبل البلاد”.

كما أدلى المستشار الألماني أولاف شولتس بصوته في انتخابات البرلمان الألماني، اليوم الأحد، في مدينة بوتسدام، شرقي ألمانيا، حيث يقع مقره السكني. ووصل شولتس إلى مركز الاقتراع برفقة زوجته بريتا إرنست، ممسكًا بيدها أثناء توجههما إلى لجنة التصويت القريبة من غرفة الصناعة والتجارة.

وفي وقت سابق من صباح اليوم، شوهد شولتس برفقة حراسه الشخصيين أثناء ممارسته رياضة الركض في شوارع بوتسدام. وتصادف يوم الانتخابات مع عيد ميلاد زوجته، التي بلغت عامها الرابع والستين.

ميرتس يدلي بصوته وسط توقعات بفوزه دون أغلبية

أدلى فريدريش ميرتس، مرشح الاتحاد المسيحي لمنصب المستشار، بصوته في محل إقامته بدائرة هوخزاورلاند، غربي ألمانيا، صباح اليوم الأحد. ووصل ميرتس إلى مقر اللجنة الانتخابية مشيًا على الأقدام برفقة زوجته شارلوته، حيث تبادل التحية مع العديد من الناخبين في طريقه إلى مركز الاقتراع.

وبعد دخوله قاعة التصويت، أدلى بصوته سريعًا، ثم وضع بطاقته في صندوق الاقتراع. ولم يدلِ ميرتس بأي تصريحات للصحفيين، إذ كان يعتزم التوجه مباشرة إلى العاصمة برلين.

المحافظون يتصدرون الاستطلاعات ولكن دون أغلبية

يتصدر تكتل فريدريش ميرتس، الذي يضم حزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، استطلاعات الرأي بشكل مستمر، لكن من غير المرجح أن يحقق أغلبية تمكنه من الحكم منفردًا، في ظل التشظي السياسي الذي تعيشه ألمانيا. وهذا ما سيضطره إلى البحث عن شركاء لتشكيل ائتلاف حكومي، وسط توقعات بمفاوضات صعبة، خاصة بعد حملة انتخابية كشفت عن انقسامات حادة حول قضايا مثل الهجرة والتعامل مع حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، في بلد لا يزال يحمل فيه هذا التيار وصمة تاريخية مرتبطة بماضيه النازي.

انتخابات تحت أنظار العالم ومصير ألمانيا على المحك

تجري الانتخابات الألمانية في وقت تواجه فيه أكبر قوة اقتصادية في أوروبا تحديات مصيرية، أبرزها التراجع الاقتصادي، والتهديد بحرب تجارية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإعادة النظر في العلاقات الأطلسية والدور الأمني الذي كانت تلعبه الولايات المتحدة في حماية ألمانيا.

وفي هذا السياق، صرح زعيم المحافظين فريدريش ميرتس، السبت، بأن مصير ألمانيا أصبح على المحك، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة لمستقبل البلاد.

DW

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى