النمسا تؤمن المنشآت الإيرانية والإسرائيلية بعد التصعيد الإقليمي

أعلنت الحكومة النمساوية، اليوم الأربعاء، عن تشديد الإجراءات الأمنية على أراضيها في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة عقب المواجهة العسكرية الأخيرة بين إسرائيل وإيران، وما أعقبها من تدخل مؤقت من جانب الولايات المتحدة لمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية. وأكد المستشار الفيدرالي كريستيان شتوكَر (Christian Stocker)، المنتمي إلى حزب الشعب النمساوي (ÖVP)، اتخاذ هذه الإجراءات في تصريح من مقر رئاسة الحكومة الفيدرالية في فيينا، حيث ينعقد حاليًا مجلس الأمن الوطني للأزمات.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، شارك في الاجتماع رافائيل غروسي (Rafael Grossi)، المدير العام لـ الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، التي تتخذ من فيينا مقرًا لها، حيث شدد على ضرورة إيجاد حل دبلوماسي للأزمة الراهنة، واصفًا الوضع بأنه “غاية في الصعوبة”، لكنه أكد في الوقت ذاته استمرار الأمل في إعادة التعاون مع إيران، موضحًا أن “عودة مفتشي الوكالة إلى الأراضي الإيرانية تُعد أولوية قصوى”.

وقال غروسي: “الحل الدائم لهذه الأزمة يجب أن يكون دبلوماسيًا”، وأشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قامت خلال عقود بعمل لا غنى عنه في إيران، محذرًا من أن وقف عمليات التفتيش سيكون له عواقب وخيمة.

تعزيز الأمن حول منشآت دولية وإيرانية

أوضح شتوكَر أن الإجراءات الأمنية الجديدة تشمل المؤسسات الدولية، والمرافق الأمريكية والإسرائيلية في النمسا، بالإضافة إلى أشخاص مهددين بشكل خاص، كما أضاف مكتب المستشارية الفيدرالية أن التدابير الأمنية تشمل كذلك المرافق الإيرانية المتواجدة في البلاد.

ووجه المستشار شكره إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الجهود التي أدت إلى وقف إطلاق النار في الوقت الحالي، مؤكدًا أن إيران لا ينبغي لها امتلاك أو تطوير أسلحة نووية، وداعيًا طهران إلى استئناف تعاونها مع الوكالة الدولية. وجاءت هذه الدعوة في أعقاب تصويت البرلمان الإيراني على قرار تعليق التعاون مع الوكالة.

وزيرة الخارجية: ضرورة فتح المجال أمام الدبلوماسية

من جانبها، دعت وزيرة الخارجية بيآته ماينل-رايسينغر (Beate Meinl-Reisinger) من حزب NEOS إلى تمهيد الطريق أمام الدبلوماسية، مؤكدة أن إيران مطالَبة بالتعاون مجددًا مع الوكالة الدولية. وقالت: “لقد حان الوقت فعلًا لتحقيق السلام وتمهيد الطريق للدبلوماسية”، مشيرة إلى وجود مواعيد مجدولة للمحادثات.

وشاركها الرأي أندرياس بابلَر (Andreas Babler)، نائب المستشار عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ)، قائلًا: “الأهم الآن هو أن تصمت الأسلحة”، وشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق قابل للتطبيق مجددًا مع إيران.

دعوة مجلس الأمن الوطني في البرلمان

أفاد المستشار شتوكَر أن الحكومة الفيدرالية دعت في وقت لاحق من بعد ظهر اليوم إلى اجتماع المجلس الوطني للأمن في البرلمان من أجل إطلاع الأحزاب الممثلة فيه على مستجدات الوضع الأمني وبحث النتائج المحتملة المترتبة على التطورات الإقليمية.

إجلاء 145 شخصًا من مناطق النزاع

منذ بداية التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، ساهمت السفارات النمساوية في المنطقة – بالتعاون مع دول شريكة – في تسهيل خروج نحو 145 شخصًا من مناطق النزاع، من ضمنهم مواطنو دول شريكة، حيث تم تنظيم رحلات حافلات من إيران وإسرائيل.

وأعلنت وزارة الخارجية النمساوية يوم الثلاثاء عن نقل السفارة النمساوية في طهران مؤقتًا إلى باكو، عاصمة أذربيجان، بسبب اعتبارات أمنية.

وأشارت الوزارة إلى أن معبر الحدود بين إيران وأرمينيا لا يزال مفتوحًا أمام المواطنين النمساويين، ما يسمح بإمكانية الخروج الذاتي من إيران حتى اللحظة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى