بدايات جديدة أم نهايات موجعة؟ بقلم :لينا جرّار

لا أدري، هل هي البدايات أم النهايات التي نقف أمامها عاجزين عن التواصل مع ذواتنا؟ 

بعض عمرنا يتسرب فوق مرافئ كاذبة، يخفيه المدّ ويعيدنا إلى شواطئ غريبة. 

في حياة اللاجئين، يصبح كل تغير امتدادًا لحكاية لم تكتمل. تتحرك الأقدام فوق رمال الماضي، بينما يحمل الأطفال وحدهم عبء الحاضر والمستقبل، وذاكرة ملساء تحاول أن تختزل فكرة الغياب.

وداع صغير بحزن كبير

لينا جرار كاتبة فلسطينية

في صالة مدرسة تركية، اجتمع طلاب حول زميلهم السوري، الذي حان وقت عودته إلى وطنه. لم يكن الوداع صاخبًا، بل امتلأ بأصوات مكتومة وزفرات عجزت عن أن تصف الحزن. وكأن المشاعر نوارس تحلق فوق المشهد، كما لو أنها تتبع صدى أغاني البحر. 

أما الطفل، فقد حمل حقيبته كما يحمل غريبٌ ظلاله في قوارير تُبتلع دون ضجيج. كانت اللحظة اختصارًا لفراق الأصدقاء ومغادرة مأوى وجد فيه دفئًا وسط غربته.

العودة إلى وطن تغيرت ملامحه

عاد الطفل إلى سوريا، إلى وطنه الذي لم يعد كما تركه.أو قد يكون ولد في بلاد اللجوء ولم يشاهد وطنه الأم الا من خلال احاديث الأهل أو ربّما بعض الصور ، وقد يحتاج لفترة ليست بالقليلة ليعتاد حياته الجديدة ، بينما الأطفال في مثل عمره يعيدون بناء أحلامهم من بقايا الحكايات.

الزبد المكتظ بحزن الراحلين يغيب بصمت في ضوضاء الريح، ليترك الأسئلة معلقة:

كيف نبدأ من جديد؟

مسؤولية إعادة البناء

في محيط أهوج، يصبح ترميم ذاكرة الأطفال واجبًا لا يحتمل التأجيل.

المجتمع والمدارس والعائلة مطالبون بتوفير مساحات آمنة، حيث يمكن للطفولة أن تُعاد صياغتها بعيدًا عن الألم. البداية ليست سهلة، لكنها ممكنة.

مع نهاية عام واستقبال عام جديد

تظل كل بداية جديدة محملة بشيء من الوجع، لكنها أيضًا فرصة لصنع قصة أفضل. 

كالنوارس التي تتبع البحر رغم ضياعه، يمكن للأطفال أن يجدوا أفقًا جديدًا، إن نحن منحناهم الأمل في محيط حياتهم المتقلب. 

اخيرًا …ومع استقبال عام جديد كل عام وأطفال العالم بخير، في أوطان تمنحهم أمانًا وأحلامًا تستحق الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى