تحذيرات من مخاطر صحية بعد ارتفاع عدد عمليات التجميل غير القانونية في فيينا
فيينا – INFOGRAT:
كشفت السلطات في فيينا عن وجود عدد متزايد من العيادات غير القانونية التي تُجري عمليات تجميلية مثل حقن البوتوكس والفيلر، وسط تقديرات تشير إلى وجود نسبة مرتفعة من الحالات غير المبلغ عنها، وقد ضبطت الشرطة مؤخراً عدة مواقع تجري هذه العمليات بشكل غير مرخص، أبرزها “عيادة” غير قانونية في حي Simmering استقبلت أكثر من 500 زبون وزبونة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
انتشار كبير لـ”الفامباير ليفتينغ” والليزر
وفقاً لمكتب الصحة في بلدية فيينا، يُجرى في النمسا سنوياً ما بين 30,000 و100,000 تدخل تجميلي، تشمل عمليات وحقن، وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر الإجراءات شيوعاً هي حقن الـBotox وHyaluronsäure (الفيلر)، بالإضافة إلى العلاجات التجديدية للبشرة باستخدام الليزر أو الدم الذاتي، والمعروفة باسم “Vampirlifting”، وتشمل العمليات الجراحية الأكثر انتشاراً: شفط الدهون، تكبير الثدي، شد الجفون، وتجميل الأنف.
تشير بيانات شركة RegioData للأبحاث التسويقية إلى أن الإنفاق على التجميل زاد بنسبة 172% في عام 2024 مقارنة بعام 2014، إلا أن متوسط الإنفاق لا يزال منخفضاً نسبيًا عند 68 يورو للفرد سنويًا.
عرض غير قانوني “واسع النطاق”
لم تقدم مديرية شرطة فيينا إحصاءات دقيقة بشأن عدد العيادات أو العمليات غير القانونية، لكن كريستينا هامتنر، مديرة برنامج صحة المرأة في فيينا، صرّحت بأن الأدلة تشير إلى “عرض واسع النطاق” لهذه الخدمات. وقدّرت أن الإجراءات غير القانونية، خصوصًا في مجال البوتوكس والفيلر، منتشرة بشكل كبير.
وفي عام 2024 وحده، تم الكشف عن حالتين بارزتين: الأولى في Simmering حيث أُجريت عمليات تجميل داخل عيادة غير مرخصة كانت في السابق عيادة أمراض جلدية، والثانية في فبراير حيث تسبب طبيب جورجي يبلغ من العمر 35 عامًا في إصابة خطيرة لسيدة خلال عملية تجميل غير قانونية داخل شقة في منطقة Landstraße.
مضاعفات صحية وإطلاق حملة توعية
رغم أن معدلات المضاعفات في هذه الإجراءات تظل منخفضة عند إجرائها وفقاً للمعايير الطبية، إلا أن العواقب قد تكون خطيرة في حال تنفيذها من قبل أشخاص غير مؤهلين. وقد سجل مكتب الدفاع عن المرضى في فيينا ما بين 20 إلى 30 حالة سنوية تتعلق بتدخلات فاشلة، تشمل التهابات وردود فعل تحسسية.
في هذا السياق، أطلقت بلدية فيينا في يونيو الماضي حملة توعية تسلط الضوء على المخاطر، لا سيما مع تزايد شعبية هذه العمليات بين الفئات العمرية الشابة، بدفع من الدعاية الواسعة على وسائل التواصل الاجتماعي. وتهدف الحملة إلى تمكين المرضى من اتخاذ قرارات مستنيرة والتعرف إلى حقوقهم.
التحذير من العروض المغرية و”الأطباء المزيّفين”
أكد يوهانس ماتيازيك، نائب رئيس قسم الجراحة التجميلية في نقابة أطباء فيينا، أن هذه الإجراءات يجب أن تُنفذ فقط من قبل أطباء مختصين، موضحًا أن تنفيذها في صالونات التجميل من قبل غير الأطباء يُعد غير قانوني وخطير. ودعا الراغبين إلى التأكد من مؤهلات من يقدمون العلاج، مشيراً إلى أن مصطلحات مثل “طبيب تجميل” أو “جراح تجميل” لا تشكل دليلاً كافيًا على التأهيل الطبي المعتمد.
من جانبها، حذّرت ألكسندرا مونش-بويَرلي، المشاركة في قيادة الحملة التوعوية، من العروض الرخيصة والإعلانات المضللة والردود الغامضة على الأسئلة المتعلقة بالمؤهلات، معتبرةً إياها مؤشرات خطرة. ولفتت إلى أن الإجراءات التي تُجرى خارج البلاد تنطوي على مخاطر إضافية بسبب اختلاف القوانين، وصعوبات المتابعة الطبية، والحواجز اللغوية.



