دراسة: ذوبان الأنهار الجليدية في النمسا سيتواصل لقرون رغم خفض درجات الحرارة
فيينا – INFOGRAT:
كشفت حسابات نمذجة أجراها باحثون من جامعتي Innsbruck النمساوية وBristol البريطانية أن ذوبان الأنهار الجليدية بفعل الاحترار المناخي أصبح غير قابل للعكس لقرون قادمة، حتى في حال التراجع لاحقاً عن تجاوزات درجة الحرارة المتوقعة. وبيّنت الدراسة أن مستوى ارتفاع درجات الحرارة في المستقبل سيؤثر بشكل حاسم على مقدار الكتلة الجليدية المفقودة.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، اعتمدت الدراسة على محاكاة تطور الأنهار الجليدية حتى عام 2500 ضمن عدة سيناريوهات مناخية. وتبيّن أنه في حال تجاوز مؤقت لهدف الحد من الاحترار عند 1.5 درجة مئوية، وارتفاع درجات الحرارة إلى ثلاث درجات مئوية بحلول عام 2150 قبل العودة التدريجية إلى مستوى 1.5 درجة بحلول عام 2300، فإن الأنهار الجليدية ستخسر ما يصل إلى 16% من كتلتها الجليدية الإضافية مقارنة بسيناريو لا يتم فيه تجاوز هدف 1.5 درجة على الإطلاق.
وتوقعت النماذج أن الخسارة الإضافية ستبلغ حوالي 11% بحلول عام 2500، فوق الخسارة التي تُعتبر غير قابلة للتجنّب أصلاً حتى في حال الالتزام الدقيق بهدف 1.5 درجة، والتي تُقدّر بـ 35% من الكتلة الجليدية.
التعافي غير ممكن خلال الأجيال المقبلة
صرّحت Lilian Schuster، المؤلفة الرئيسية للدراسة والباحثة في معهد علوم الغلاف الجوي والأنهار الجليدية بجامعة Innsbruck، بأن نتائج النماذج المناخية تُظهر أن تعافي الأنهار الجليدية الكبرى بعد تجاوز ارتفاع بثلاث درجات مئوية قد يستغرق عدة قرون أو حتى آلاف السنين. أما الأنهار الجليدية الأصغر، مثل تلك الموجودة في جبال الألب، والهيمالايا، والجبال الإنديز الاستوائية، فقد يبدأ تعافيها بحد أقصى بحلول عام 2500، مما يعني أن هذا التعافي ليس وارداً خلال حياة الأجيال القادمة.
دعوة سياسية في عام مخصص لحماية الأنهار الجليدية
وفي ضوء إعلان عام 2025 كسنة دولية لحماية الأنهار الجليدية، وجّه الباحثون القائمون على الدراسة نداءً إلى السياسيين والمجتمع الدولي، مشددين على أن تجاوز مؤقت لحد 1.5 درجة مئوية “يُرسّخ مسار انحسار الأنهار الجليدية لقرون قادمة”. وأكدوا أن “الكثير من هذه الخسائر لا يمكن تعويضه حتى لو حدثت لاحقاً عملية تبريد عالمية”، مضيفين أن “كل تأخير في خفض الانبعاثات الكربونية يزيد من العبء على الأجيال المقبلة ويقود إلى عواقب لا رجعة فيها.”



