رئيس بلدية فيينا: “نحن نتحمل عبء الهجرة عن النمسا بأكملها”
فيينا – INFOGRAT:
استضاف برنامج ZIB2 مساء الإثنين رئيس بلدية فيينا، مايكل لودفيغ (SPÖ)، في مقابلة مع المذيع أرمن وولف، حيث ناقش قضايا الميزانية، والهجرة، والبطالة، والتحديات التي تواجه نظام التعليم في العاصمة النمساوية، إلى جانب مواضيع أخرى متعلقة بالانتخابات المقبلة.
عجز في ميزانية فيينا وتبريرات لودفيغ
بعد سبع سنوات من توليه منصب رئيس بلدية فيينا، يواجه لودفيغ انتخابات جديدة بعد أقل من أربعة أسابيع، بدأ المذيع أرمن وولف المقابلة بسؤاله عن العجز في ميزانية المدينة، والذي بلغ 3.8 مليار يورو، أي ما يعادل 15 ضعفًا مقارنةً بفترة توليه المنصب.
وردّ لودفيغ بأن التوقعات تشير إلى إمكانية تقليص العجز أكثر مما هو متوقع، مشيرًا إلى أن هذا العجز ناتج عن استثمارات ضخمة قامت بها المدينة، وأوضح أن الحكومة المحلية دعت جميع القطاعات إلى تقليص النفقات، رغم أن العجز المتوقع أُعلن عنه من قِبل مستشاره المالي الخاص.
وقال لودفيغ: “لقد استثمرنا بشكل كبير، وهذا يفسر العجز الحالي”، وأشار إلى أن هذه الاستثمارات شملت تدابير تتعلق بحماية المناخ، وبرامج الإسكان، وجذب الشركات للاستثمار في فيينا، مضيفًا أن العاصمة النمساوية تفوقت على باقي الولايات في عدد الشركات الدولية التي استقرت فيها.
“نتحمل عبء الهجرة عن الجمهورية بأكملها”
تطرقت المقابلة أيضًا إلى قضية البطالة في فيينا، حيث أشار وولف إلى أن معدلات البطالة لم تشهد تحسنًا ملحوظًا رغم نمو الاقتصاد وزيادة الاستثمارات، وردّ لودفيغ بأن السبب يعود إلى أن فيينا ليست فقط مركزًا اقتصاديًا لأهلها، بل أيضًا لسكان المناطق المجاورة.
وأضاف: “كل يوم، يأتي 300 ألف شخص من ولايات أخرى إلى فيينا للعمل، ما يجعل سوق العمل هنا أكثر تعقيدًا من باقي الولايات.”
كما ألقى لودفيغ باللوم على توزيع المهاجرين غير العادل في النمسا، قائلًا: “نحن نتحمل عبء الهجرة عن الجمهورية بأكملها”، وأوضح أن المساعدات الاجتماعية تُوزع بشكل مختلف بين فيينا والولايات الأخرى، حيث يحصل الحاصلون على الحماية الفرعية على الحد الأدنى من الدعم الاجتماعي في فيينا، بينما يتلقون فقط المساعدات الأساسية في الولايات الأخرى.
وأشار إلى أن السبب وراء ذلك هو ربط الحد الأدنى من الدعم الاجتماعي بسوق العمل في فيينا، حيث تسعى المدينة إلى دمج المهاجرين في المجتمع منذ اليوم الأول. وأضاف: “نحن ننفق 805 يورو لكل شخص، بينما يبلغ متوسط النفقات في النمسا 802 يورو، ما يعني أننا لسنا بعيدين عن المعدل الوطني”.
ودعا لودفيغ إلى ضرورة توحيد القوانين على مستوى الدولة فيما يتعلق بالمساعدات الاجتماعية، وعندما سُئل عن حالة عائلة سورية مكونة من سبعة أطفال حصلت على 4600 يورو شهريًا كمساعدات اجتماعية، أكد أن الحل الأفضل هو أن تتولى وكالة التوظيف النمساوية (AMS) مسؤولية جميع الأشخاص القادرين على العمل الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و65 عامًا، وأوضح أن هذه الفكرة تحظى بدعم بعض المسؤولين داخل AMS.
التحديات في قطاع التعليم وتأثير الهجرة
وعند سؤاله عن سبب عدم تمكن الأطفال في فيينا من إتقان اللغة الألمانية بشكل جيد بعد أربع سنوات من الدراسة في المرحلة الابتدائية، قال لودفيغ إن المشكلة تعود إلى التدفق الكبير للطلاب غير الناطقين بالألمانية في وقت قصير، إلى جانب نقص المعلمين بسبب التقاعد.
وأضاف: “لقد واجهنا زيادة كبيرة في عدد الطلاب الذين يحتاجون إلى دعم خاص في اللغة والتربية الاجتماعية، وفي الوقت نفسه، شهدنا تقاعدًا جماعيًا للمعلمين”.
وأشار إلى أن المدينة خصصت موارد إضافية لمجالات معينة، مثل قطاع الرعاية الصحية، لتخفيف الأعباء عن النظام التعليمي. كما ذكر أن في العام الدراسي الحالي، استقبلت فيينا مئات الأطفال من أوكرانيا، إلى جانب حالات لمّ الشمل العائلي للاجئين السوريين، وهو ما جعل عملية إدماج الطلاب في النظام التعليمي أكثر تعقيدًا.
وقال: “عندما يكون لدينا 300 إلى 400 طفل يجب دمجهم في المدارس خلال شهر واحد، حتى أفضل أنظمة التعليم ستواجه تحديات كبيرة”.
فضيحة “Wienwert” والانتخابات المقبلة
في ختام المقابلة، وعند سؤاله عن التحالفات السياسية المحتملة بعد الانتخابات، رفض لودفيغ تسمية أي شريك مفضل، كما لم يحدد ما إذا كان هناك “حد أدنى” لنسبة الأصوات التي يعتبرها مقبولة له في الانتخابات المقبلة.



