ربع سكان فيينا لا يشعرون بالأمان والنمساويون أكثر قلقاً من العنف

أظهر تقرير صادر عن اتحاد شركات الأمن في النمسا (Verband der Sicherheitsunternehmen Österreichs – VSÖ)، تراجعاً ملحوظاً في شعور السكان بالأمان مقارنةً بما كان عليه قبل خمس سنوات، رغم أن النمسا لا تزال تُعد من الدول ذات الشعور المرتفع بالأمان مقارنةً بالدول الأخرى.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، شملت الدراسة، التي أُجريت قبل حادثة إطلاق النار في Graz، استبياناً إلكترونياً استهدف حوالي 1,400 شخص من عامة السكان تتراوح أعمارهم بين 16 و75 عاماً، بالإضافة إلى أكثر من 600 خبير أمن وسلامة. وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن 55% من المشاركين يرون أن الوضع الأمني في البلاد يتجه نحو منحى سلبي منذ عام 2020.

ورغم هذا التراجع، شدد متحدثو VSÖ في تصريحات صحفية على أن مستوى الشعور بالأمان في النمسا لا يزال “مرتفعاً للغاية” بمقاييس دولية، إذ إن 84% من المشاركين يرون أن النمسا بلد آمن.

فيينا في أدنى درجات الشعور بالأمان

أظهرت الدراسة أن السكان في العاصمة فيينا هم الأكثر شعوراً بانعدام الأمان، حيث 25% منهم أفادوا بأنهم “لا يشعرون بالأمان إطلاقاً” أو “لا يشعرون بالأمان غالباً”، وهي النسبة الأعلى مقارنةً بباقي الولايات النمساوية.

الشرطة تتصدر قائمة الثقة الأمنية

جهاز الشرطة حاز على المرتبة الأولى كأكثر عنصر يُشكل ضماناً أمنياً للسكان، إذ اعتبره 79% من المشاركين عاملاً حاسماً في ضمان الأمن. وجاءت الروح المدنية والشجاعة الفردية (Zivilcourage) في المرتبة الثانية بنسبة 45%، تلتها القوانين (42%)، ثم تقنيات المراقبة في الفضاء العام (41%).

في المقابل، جاء الجيش النمساوي (Bundesheer) في مراتب متأخرة، حيث اعتبره فقط 23% من المشاركين عنصراً أساسياً في الأمن، إلى جانب شركات الأمن الخاصة وخدمات الحراسة التي لم تنل ثقة كبيرة من السكان.

دعوات إلى تشديد القوانين بعد حادثة Graz

على خلفية حادثة إطلاق النار في مدينة Graz، دعا اتحاد VSÖ إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في المدارس، لكن دون اللجوء إلى نماذج صارمة على غرار الولايات المتحدة. وقال Martin Wiesinger، رئيس قسم خدمات الأمن في الاتحاد، “نعيش في بلد آمن جداً، ويجب ألا نبالغ في الإجراءات رغم مأساوية الحادث”.

كما طالب Herbert Maté، رئيس مجموعة المتخصصين في VSÖ، بتطبيق صارم لتوجيهات الاتحاد بشأن تخزين الأسلحة النارية، محذراً من أن اقتناء الأسلحة الخاصة قد ارتفع منذ جائحة كورونا، لكن في المقابل، لوحظ ضعف مقلق في كيفية تخزينها وتأمينها.

مخاوف تختلف حسب الفئة العمرية

كشفت الدراسة عن تباين كبير في مصدر التهديدات بين الفئات العمرية:

  • الفئة العمرية من 16 إلى 29 عاماً تعتبر الهجمات الإرهابية (34%) والتطرف السياسي (28%) أكبر مصادر التهديد.
  • أما من تتراوح أعمارهم بين 65 و75 عاماً، فتتمثل مخاوفهم الأساسية في السطو على المنازل (37%) وازدياد الاستعداد لاستخدام العنف (43%)، وترتفع هذه النسبة إلى 52% عند النظر إلى السنوات المقبلة.
  • وبالنسبة للفئة الأصغر سناً، فإن 42% منهم يرون أن الجريمة الإلكترونية (Cyberkriminalität) هي التهديد الأكبر مستقبلاً.

ثقة مرتفعة في الشرطة والإجراءات العامة

77% من المشاركين عبّروا عن ثقتهم في أداء الشرطة، فيما بلغت نسبة الثقة في الإجراءات الأمنية خلال الفعاليات العامة 84%. وسُجلت أعلى نسب الثقة لدى الأشخاص الحاصلين على شهادة “Matura” (ما يعادل الثانوية العامة) والفئة العمرية من 65 إلى 79 عاماً.

وفي المقابل، أظهرت البيانات أن القانون (52%) لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و29 عاماً بات يُعتبر عاملاً أمنياً أهم من الشجاعة المدنية، التي تراجعت إلى المرتبة الثالثة.

التحرشات الجنسية تثير قلق النساء والشباب

أفاد أقل من خُمس المشاركين بأن التحرش الجنسي يُعد من أكبر ثلاثة تهديدات لأمنهم الشخصي. إلا أن هذه النسبة ترتفع بوضوح لدى النساء (22%) والفئة العمرية من 16 إلى 29 عاماً (33%).

الشعور بالأمان في المنازل مرتفع.. ولكن!

أفادت الدراسة بأن 94% من المشاركين يشعرون بالأمان في منازلهم، وقال 70% منهم إن هذا الشعور لم يتغير خلال السنوات الخمس الماضية. ولم ير معظم من لا يمتلكون أنظمة أمنية أي داعٍ لاقتنائها حالياً، في حين أن 5% فقط يخططون “بدرجة احتمال مرتفعة جداً” لشراء نظام أمني قريباً.

لكن، وفق نفس الدراسة، فإن نحو خُمس المشاركين يخططون لشراء كاميرا أمنية خلال العامين القادمين، وترتفع هذه النسبة إلى أكثر من ربع المشاركين في الفئة العمرية تحت 29 عاماً.

أما بالنسبة لوسائل الحماية ضد السطو، فقد أظهر التقرير أن:

  • 83% يثقون بالأنظمة الأمنية الإلكترونية
  • 86% يثقون بالأنظمة الميكاترونية (مثل الأقفال الميكانيكية المدمجة مع مكونات إلكترونية)

أكثر من ربع السكان يمتلكون خزنة شخصية (Tresor) لحماية الممتلكات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى