عمليات مداهمة مشتركة بين النمسا وألمانيا وسويسرا تستهدف المتطرفين

فيينا – INFOGRAT:

أعلن وزير الداخلية النمساوي Gerhard Karner (ÖVP) مساء أمس عن تنفيذ حملة أمنية واسعة النطاق في النمسا، بالتزامن مع عمليات مماثلة في ألمانيا وسويسرا. وقد أسفرت هذه العمليات عن مصادرة مسدسات غاز، وأسلحة نارية، وذخائر، وسكاكين، بالإضافة إلى العديد من وسائط التخزين الرقمية ومبالغ نقدية، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

جاءت هذه الحملة، التي أطلق عليها اسم “يوم العمل المشترك” (Joint Action Day)، بالتزامن مع الذكرى العاشرة لهجمات باريس الإرهابية التي أودت بحياة 130 شخصا وإصابة المئات. ووفقا لوزارة الداخلية، فقد تم خلال هذا اليوم استجواب تسعة مشتبه بهم وإجراء حوالي 100 محادثة توعية مع أشخاص يشكلون خطرا. كما تم فرض أربعة حظر مؤقت على الأسلحة.

وصف Karner في بيان مصور هذه العملية بأنها “ضربة وقائية مكثفة”، مشيرا إلى أن تحليل وسائط التخزين التي تم ضبطها سيؤدي إلى مزيد من التحقيقات. وأوضح أن استغلال ذكرى الهجمات الإرهابية في باريس جاء بسبب النشاط المتزايد للمتطرفين في مثل هذه المناسبات بهدف التعبئة. من بين 15 عملية تفتيش للمنازل، جرت أربع عمليات في ولاية Niederösterreich وأربع أخرى في Wien. كما تم تفتيش أماكن في 27 مؤسسة إصلاحية.

تعاون دولي لضمان الأمن

أشاد وزير الداخلية بعمل مديرية حماية الدستور والاستخبارات (DSN)، مؤكدا على أنها “تتحرك بحزم ضد كل أشكال التطرف، بغض النظر عن دوافعها السياسية أو الدينية”. وقد قامت هذه المديرية بالتنسيق مع مكاتب حماية الدستور ومكافحة التطرف التسع في الولايات (LSE) والسلطات القضائية لتنظيم هذه العمليات. وتهدف هذه الإجراءات بشكل خاص إلى ضمان الأمن قبيل فترة عيد الميلاد، حيث كانت أسواق عيد الميلاد هدفا متكررا للمتطرفين. كما شاركت وكالة الشرطة الأوروبية (Europol) في “يوم العمل المشترك” من خلال دعم السلطات النمساوية في عمليات الاستعلام، حسبما أفادت وزارة الداخلية.

وأكدت الوزارة على أن التعاون الوثيق بين ألمانيا وسويسرا والنمسا ضروري، خاصة في مجال التطرف الإسلامي الذي يلعب فيه الفضاء الافتراضي دورا كبيرا، وتتميز فيه الساحة الناطقة بالألمانية بشبكة قوية.

نشاط المتطرفين عبر الإنترنت

في ألمانيا، جرت أكثر من 50 عملية تفتيش في جميع الولايات باستثناء ولايات ساكسونيا أنهالت، وسارلاند، وراينلاند بالاتينات، وميكلنبورغ فوربومرن. ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية (dpa)، كان المشتبه بهم في ألمانيا، كما في النمسا، في الغالب من المراهقين (أصغرهم يبلغ من العمر 14 عاما) والشباب الذين كانوا ينشرون دعاية جهادية عبر منصات مثل TikTok وInstagram وRocket.Chat وTelegram. وقد تم مصادرة هواتف محمولة وأجهزة إلكترونية أخرى من المشتبه بهم.

تراقب سلطات الأمن زيادة في الدعاية المتطرفة المتشددة، خاصة في الفضاء الرقمي، حيث تساهم هذه المحتويات في تسريع عملية التطرف، لا سيما لدى الشباب. وقد يشكل مجرد نشر محتوى متطرف معين أو حتى وضع “إعجابات” على منشورات أو صور مختلفة جريمة. حوالي نصف الأشخاص الذين شملتهم حملة “يوم العمل المشترك” هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و19 عاما.

وشدد مدير مديرية حماية الدستور والاستخبارات (DSN)، Omar Haijawi-Pirchner، على أن “الزيادة الكبيرة في الأنشطة المتطرفة في الفضاء الافتراضي تعني أن حماية الدستور يجب أن تركز بشكل خاص على العمل الوقائي. فالإجراءات الوقائية، مثل محادثات التوعية مع الأشخاص الذين يشكلون خطرا، تصل إلى الأفراد قبل انزلاقهم إلى هياكل متطرفة مغلقة”.

وحذر سكرتير الدولة لشؤون حماية الدولة، يورغ لايختفريد (SPÖ)، قائلا: “لقد أصبح الإنترنت نقطة جذب رئيسية للجماعات المتطرفة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى