كان مولعًا بحزب الحرية.. السجن المؤبد لرجل خنق شريكته بعد قصة حب في فيينا

قضت محكمة الجنايات في فيينا، يوم الثلاثاء، بالسجن المؤبد على رجل يبلغ من العمر 40 عامًا، بعد إدانته بقتل شريكته البالغة من العمر 49 عامًا بدافع الغيرة، في جريمة مروعة وقعت في منطقة “Favoriten” في 25 أغسطس 2024. المتهم، الذي لم يكن له سجل إجرامي سابق، اعترف أمام المحكمة بارتكاب الجريمة، مؤكدًا أنه فقد السيطرة على نفسه في تلك اللحظة.

وبحسب صحيفة kurier النمساوية، بحسب التحقيقات، نشب خلاف عنيف بين الرجل وشريكته صباح يوم الجريمة، حوالي الساعة 8:30 صباحًا، مما أدى إلى اعتدائه عليها بالضرب المبرح وإلقائها على الأثاث، قبل أن يخنقها بذراعه اليمنى، ووفقًا لتقرير الطب الشرعي، تسببت عملية الخنق في كسر عظم اللسان وانقطاع الأكسجين عن دماغ الضحية، ما أدى إلى وفاتها بعد صراع استمر عدة دقائق.

رئيس المحكمة وصف الواقعة بأنها “مأساة حقيقية” مشيرًا إلى أن الضحية تعرضت لـ”عذاب لا يوصف”.

دوافع القاتل: هوس بالغيرة وتعمق في قضايا قتل النساء

خلال الأشهر التي سبقت الجريمة، كان المتهم يمر بحالة نفسية مضطربة، حيث أصيب بالاكتئاب ومخاوف الفقدان، وهو ما دفعه للبحث المكثف عن أخبار جرائم قتل النساء (Femizid) وعقوباتها القانونية، وكشفت تحقيقات النيابة أنه في الـ 48 ساعة التي سبقت الجريمة، قرأ الرجل 50 مقالًا حول هذا الموضوع.

وصرحت المدعية العامة في المحكمة بأن المتهم “كان يفضل رؤيتها ميتة على أن تكون في أحضان رجل آخر”، مضيفة أن المتهم كان يعيش حالة من الانحدار النفسي والاجتماعي منذ انهيار علاقته السابقة.

علاقة بدأت بشكل طبيعي وانتهت بجريمة قتل

التقى المتهم بالضحية عبر منصة للتعارف في عام 2023، ووفقًا لما ورد في المحاكمة، كانت الضحية تبحث عن “حب حقيقي” بعد تجربة سابقة فاشلة، وأكدت النيابة العامة أن العلاقة بينهما بدت في البداية هادئة وخالية من العنف، ومع ذلك، بدأت تصرفات المتهم تثير قلق الضحية، خاصة بسبب هوسه بقراءة أخبار قتل النساء، وهو ما عبّرت عنه في رسائل نصية تم عرضها خلال الجلسة.

في إحدى هذه الرسائل، طمأنت الضحية شريكها قائلة: “أنت لست مجرد خيار بديل بالنسبة لي”، لكنها في الوقت نفسه أبدت استياءها من “هوسه الدائم بقراءة تقارير عن قتل النساء”.

القاتل اعترف بجريمته لصديقه المقرب

بعد ارتكاب الجريمة، اتصل المتهم بأحد أصدقائه المقربين وأخبره بما فعل، مما دفع الأخير إلى إبلاغ الشرطة على الفور، وأثناء شهادته في المحكمة، قال الصديق إن المتهم كان يعاني من تدهور نفسي “حاد” في السنوات الأخيرة، حيث بدأ حديثه في البداية عن الانتحار، قبل أن يتحول هوسه إلى أفكار أكثر عنفًا، كما أشار الصديق إلى أن المتهم أصبح “مدمنًا على متابعة المحتوى السياسي المتطرف على الإنترنت”، ووصفه بأنه كان “مهووسًا بحزب FPÖ (حزب الحرية النمساوي اليميني)”.

تقرير الطب النفسي: اضطراب نفسي ولكن ليس جنونًا

الخبير النفسي “بيتر هوفمان”، الذي قدم تقريرًا عن حالة المتهم، أكد أن الأخير لم يكن يعاني من مرض نفسي خطير يجعله غير مسؤول عن أفعاله، كما أن اكتئابه لم يكن شديدًا لدرجة تفسير ارتكاب الجريمة، واعتبر الخبير أن الجريمة تندرج ضمن “أنماط العنف الذكوري الشائعة”، مشددًا على أن “مثل هذه الأفعال لا ترتكبها النساء”.

الحكم: السجن المؤبد دون طعن حتى الآن

بعد مداولات سريعة، أصدرت المحكمة حكمها بالسجن المؤبد على المتهم بتهمة القتل العمد، ورغم أن الحكم لم يصبح نهائيًا بعد، فإن المدعي العام أكد أن الجريمة كان “مخطط لها منذ فترة طويلة”، مستشهدًا بسلوك المتهم قبل تنفيذها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى