ميزانية أقل وتركيز جديد.. النمسا العليا تعيد هيكلة جهود الاندماج وتشدد العقوبات على الرافضين

فييناINFOGRAT:

أعلنت مقاطعة النمسا العليا (Oberösterreich) عن إعادة تنظيم جهودها في مجال الاندماج. ويأتي هذا التغيير بسبب انخفاض أعداد اللاجئين وقيود الميزانية، مما يستدعي تجميع العروض المتاحة وإلغاء الازدواجية في الهياكل. وتم تخصيص ميزانية إجمالية قدرها 8.8 مليون يورو لعام 2026. وستركز الاستراتيجية الجديدة على ثلاثة محاور رئيسية: اللغة الألمانية، والعمل، والقيم المشتركة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

ووفقاً لحكومة المقاطعة، انخفض عدد الأشخاص المستفيدين من “توفير الرعاية الأساسية للولاية” (Landesgrundversorgung) بشكل ملحوظ، حيث انخفض من حوالي 3,700 شخص في نوفمبر 2024 إلى 2,400 في نوفمبر 2025. كما تراجع عدد طلبات اللجوء. وفي المقابل، باتت الهجرة تتم في الآونة الأخيرة بشكل أساسي عبر سوق العمل. ووفقاً لمسح أجراه الصندوق النمساوي للاندماج (Österreichischen Integrationsfonds – ÖIF)، يعيش حالياً 281,000 شخص وُلدوا في الخارج في النمسا العليا، أي ما يقرب من 18.4 في المائة من السكان.

⚠️ عقوبات على رافضي الاندماج

أكد مستشار المقاطعة لشؤون الاندماج، السيد Christian Dörfel (عن حزب الشعب ÖVP)، أن حوالي 70 في المائة من الأشخاص ذوي الخلفية المهاجرة يعتبرون مندمجين بشكل جيد، بينما يحتاج 20 في المائة منهم إلى دعم إضافي، خاصة في اكتساب اللغة أو في مجال التعليم. في المقابل، تشير تقديرات المقاطعة إلى أن حوالي عشرة في المائة يرفضون الاندماج أو ينكفئون في عوالم معيشية معزولة. ولهذه المجموعة تحديداً، سيتم فرض شروط وعقوبات أكثر صرامة، قد تشمل الإعانات الاجتماعية.

ويبلغ إجمالي ميزانية الاندماج لعام 2026 حوالي 8.8 مليون يورو، وهي ثاني أعلى ميزانية بين الولايات النمساوية. وفي عام 2024، كانت الميزانية المخصصة للاندماج في النمسا العليا أكبر، حيث بلغت 10.6 مليون يورو. وتبرر حكومة المقاطعة هذا الخفض بضيق الميزانية وانخفاض أعداد الأشخاص الذين يحتاجون إلى الاندماج. وسيتم توزيع الميزانية على ستة مجالات، أهمها:

  • اللغة الألمانية (2 مليون يورو).
  • العمل والتعليم (1.7 مليون يورو).
  • الاحترام والعيش المشترك (1.6 مليون يورو).

وسيظل التركيز على الركائز الثلاث الأساسية: اللغة الألمانية، والعمل، والاحترام. وفي مجال دعم اللغة، سيتم تخفيض العروض التي يقل الطلب عليها، لا سيما في المناطق ذات الاحتياج المنخفض للاندماج. وفي الوقت نفسه، سيتم تعزيز دعم دورات اللغة المتخصصة، مثل تلك الموجهة لمهن الرعاية الصحية. كما يُطلب من منفذي المشاريع التركيز على كفاءاتهم الأساسية لتجنب الازدواجية، ودمج البرامج الاتحادية بشكل أكبر، مثل “مبادرة دورات اللغة الألمانية” و”المدرسة الصيفية” الإلزامية.

📜 ميثاق “النظام الداخلي للنمسا العليا”

يولي المستشار Dörfel اهتماماً خاصاً لغرس القيم المشتركة. ومن المقرر تطبيق ما يسمى “النظام الداخلي للنمسا العليا” (OÖ-Hausordnung) – وهو دليل للعيش المشترك القائم على الاحترام – على مستوى المقاطعة في عام 2026. وتشمل الخطط التعاون مع البلديات والمدارس والجمعيات، بالإضافة إلى حملة إعلامية في الربيع.

كما سيستمر العمل في الإجراءات المناهضة للتطرف، والتي تشمل ورش عمل، وبرنامجاً تدريبياً متعدد الثقافات، و”تدريب القيم” (WerteCoaching) الجديد، بالإضافة إلى تناول تاريخ معسكر الاعتقال KZ Mauthausen.

🏘️ التركيز على المناطق الحضرية المكتظة

تؤكد حكومة المقاطعة أن ضغوط الاندماج تتوزع بشكل متباين في النمسا العليا. ويبقى الاندماج مهمة محورية في المدن الكبرى مثل Wels (36.6 في المائة من السكان ولدوا في الخارج)، وLinz (33.7 في المائة)، وSteyr (26.6 في المائة). وفي المقابل، تسجل المناطق الريفية مثل Urfahr-Umgebung (7.9 في المائة) أو Freistadt (5.5 في المائة) احتياجاً أقل بكثير. ومن المقرر أن يتم دعم البلديات ذات النسبة العالية من المهاجرين بشكل خاص في المستقبل، مثل Mattighofen وTraun وAnsfelden. وتخطط المقاطعة أيضاً لدعم مفاهيم الاندماج المحلية في هذه البلديات.

🟢 انتقاد من حزب الخضر

انتقد حزب الخضر بشدة خطة التقشف المعلنة. وقالت المتحدثة باسم الاندماج في الحزب، السيدة Ines Vukajlović، إن مشاريع أساسية في مجالات تعلم اللغة الألمانية والعمل والاستشارات، وهي المجالات التي تحقق فيها عملية الاندماج نجاحاً حقيقياً، يتم خفض ميزانيتها بشكل كبير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى