وزيرة خارجية النمسا تلتقي نظيرها المصري في القاهرة وتشدد على دور مصر “كمرسى استقرار” في المنطقة

فييناINFOGRAT:

أجرت وزيرة الخارجية النمساوية Beate Meinl-Reisinger (من حزب NEOS) يوم السبت الموافق 01.11.25، زيارة رسمية إلى القاهرة، حيث التقت نظيرها المصري بدر عبد العاطي، حيث تركزت المحادثات على تعزيز العلاقات الثنائية الممتازة وتعميق التعاون الاقتصادي والثقافي والعلمي بين البلدين، بالإضافة إلى بحث التطورات الإقليمية الراهنة في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً الوضع في غزة والسودان. وقد شارك في اللقاء أيضاً المبعوث الخاص المستقبلي للشرق الأوسط، Arad Benkö. وقد شددت Meinl-Reisinger على أهمية دور جمهورية مصر العربية كركيزة استقرار محورية في كل من أفريقيا والشرق الأوسط وشريك مركزي لالنمسا، خاصة في سياق استراتيجية أفريقيا التي تعمل النمسا حالياً على تطويرها، بحسب صحيفة oe24 النمساوية.

تفاصيل المباحثات الثنائية والملفات المشتركة:

أكدت الوزيرة Meinl-Reisinger في بيان صحفي على الأهمية الكبيرة التي توليها النمسا لجمهورية مصر العربية كـ “مرسى استقرار” في المنطقة، وبصفتها شريكاً أساسياً لـ النمسا، لا سيما مع العمل الحالي على استراتيجية أفريقيا النمساوية. من جانبها، أبرزت كلتا الدولتين الشراكة الاقتصادية المتنامية وتناولتا مجالات تعاون جديدة تشمل قضايا الهجرة، والتنقل العمالي، والبحث العلمي، والاستثمارات.

مناقشة الأوضاع الإقليمية: غزة والسودان:

خصص جزء كبير من المباحثات لبحث الأوضاع في الشرق الأوسط. وفي هذا الصدد، شددت Meinl-Reisinger على التزام النمسا بتقديم المساعدات الإنسانية والمساهمة في جهود إعادة الإعمار في قطاع غزة، مؤكدة على ضرورة وجود بعثة مراقبة دولية لضمان استقرار الوضع. كما تم التباحث حول الأفق السياسي للشعب الفلسطيني والحاجة الملحة للتوصل إلى حل الدولتين طويل الأمد.

ولم يغفل الاجتماع عن مناقشة الوضع المأساوي في السودان. حيث أدان الوزيران الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب المتواصلة، داعيين إلى وقف فوري لإطلاق النار وإلى تضافر الجهود الدبلوماسية بشكل مكثف.

تأكيد على الصداقة والشراكة:

أكدت الوزيرة Meinl-Reisinger على الصداقة الوثيقة والشراكة الاقتصادية المتنامية مع القاهرة. وقالت: “نحن نثمن الدور الهام والمستقر الذي تلعبه جمهورية مصر العربية في أفريقيا والشرق الأوسط. نعمل معاً من أجل تطبيق خطة السلام، والالتزام بوقف إطلاق النار، والتوصل إلى حل سياسي للشرق الأوسط، وكذلك لتوفير آفاق إنسانية لسكان غزة. وفي ضوء المأساة في السودان، نتفق أيضاً على ضرورة إنهاء العنف وإعطاء فرصة للدبلوماسية”.

كما أعلنت وزارة الخارجية النمساوية أن الوزيرة Meinl-Reisinger أعربت عن تطلعها لزيارة مرتقبة لنظيرها المصري إلى Wien في المستقبل القريب، بهدف مواصلة تعميق الحوار الثنائي.

وزيرة الخارجية تشارك في افتتاح المتحف المصري الكبير:

إضافة إلى محادثاتها الدبلوماسية، شاركت Meinl-Reisinger في حفل الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير (GEM)، الذي تحول بفضل حضور العديد من ممثلي الحكومات الدولية إلى مناسبة ثقافية ودبلوماسية كبرى في القاهرة الكبرى. وعلقت الوزيرة قبل الحدث قائلة: “يسرني أن أكون حاضرة في الافتتاح الرسمي للمتحف في القاهرة وأن أمثل النمسا في هذا الحدث التاريخي”. وأضافت: “بين هذا العدد الكبير من الضيوف الدوليين رفيعي المستوى، يمكن للمرء أن يشعر بأهمية هذه اللحظة… إنه يوم مهم للثقافة والتاريخ والتعاون الدولي!”.

تجدر الإشارة إلى أن افتتاح المتحف الواقع بجوار أهرامات الجيزة في محيط القاهرة الكبرى كان مخططاً له في الأصل قبل عشر سنوات، ولكنه تأجل مراراً لأسباب عدة، من ضمنها الاضطرابات السياسية وجائحة كورونا. يُذكر أن أجزاء واسعة من المتحف مفتوحة للزوار منذ العام الماضي. ومن المقرر أن يعرض الافتتاح الرسمي كنز مقبرة الملك الطفل الشهير Tutanchamun، بما في ذلك قناعه الذهبي الشهير، بالإضافة إلى أكثر من 100,000 قطعة أثرية تعود إلى العصور الفرعونية واليونانية والرومانية القديمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى