وصف المدون

اليوم


أعلنت ألمانيا والولايات المتحدة اليوم الأربعاء (21 تموز/يوليو 2021) التوصل إلى اتفاق بشأن خط أنابيب "نورد ستريم 2" المثير للجدل، يتضمن إمكانية فرض عقوبات على روسيا ويسعى لتمديد عمليات عبور الغاز عبر أوكرانيا.

وقالت المكلفة بالشؤون السياسية في وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند: "إذا حاولت روسيا استخدام الطاقة كسلاح أو لارتكاب أعمال عدوانية أخرى ضد أوكرانيا، فإن ألمانيا تلتزم، في هذا الاتفاق معنا، باتخاذ تدابير على المستوى الوطني والضغط من أجل اتخاذ تدابير فعالة على المستوى الأوروبي، بما في ذلك عقوبات، لحصر قدرات التصدير الروسية نحو أوروبا في قطاع الطاقة".

وتابعت نولاند أثناء كشفها تفاصيل الاتفاق خلال جلسة لمجلس الشيوخ: "الجانب الآخر من هذا الاتفاق هو دعم تمديد اتفاق عبور الغاز بين روسيا وأوكرانيا والذي ينتهي في العام 2024.(...) لمدة عشر سنوات إضافية".

وألغى بايدن الذي استقبل المستشارة أنغيلا ميركل الأسبوع الماضي، معظم العقوبات المرتبطة بخط أنابيب "نورد ستريم 2" والتي طالب بها الكونغرس، بذريعة أن الوقت قد فات لوقفه وأنه من الأفضل التعاون مع ألمانيا. ومن المتوقع إلغاء العقوبات التي وافق عليها الكونغرس ضد الشركة المسجلة في سويسرا والتي تقف وراء المشروع، "نورد ستريم آ غي" ، ورئيسها التنفيذي كجزء من الاتفاقية.

ألمانيا تؤكد الاتفاقية
وأكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس التوصل إلى الاتفاق مع واشنطن حول "نورد ستريم 2"، مشدداً على استمرار دعم ألمانيا لأوكرانيا. وكتب ماس على تويتر: "أشعر بالارتياح بأن توصلنا إلى حل بنّاء مع الولايات المتحدة بخصوص نورد ستريم 2"، وأضاف: "سندعم أوكرانيا في بناء قطاع للطاقة الخضراء (المتجددة) وسنعمل على تأمين نقل الغاز عبر أوكرانيا خلال العقد القادم".

ووعدت ألمانيا، حسب الاتفاق، بتقديم مليار دولار لأوكرانيا للتّحول إلى الطاقة النظيفة وخفض اعتمادها على روسيا، كما قال مسؤول أمريكي الأربعاء. وأوضح المسؤول لصحافيين شرط عدم كشف هويته أن "ألمانيا التزمت إنشاء وإدارة صندوق للطاقة بقيمة مليار دولار من أجل دعم تحول أوكرانيا إلى الطاقة النظيفة".

بايدن يستقبل زيلينسكي
وقوبل مشروع خط الأنابيب الذي يمر عبر بحر البلطيق بمعارضة شديدة من أوكرانيا التي تقاتل انفصاليين موالين لموسكو منذ العام 2014 وتعتبر أن نقل الغاز الروسي عبر أراضيها يمثل وسيلة ضغط حيوية.

وفي إظهار لدعم حازم لكييف، أعلنت واشنطن أن بايدن سيستقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض في 30 آب/أغسطس. وتوجه مسؤول كبير آخر في وزارة الخارجية، هو ديريك شوليت، هذا الأسبوع إلى كل من أوكرانيا وبولندا من أجل مناقشة الاتفاق بشأن خط الأنابيب.

وقالت نولاند إن الاتفاق سيشمل أيضاً أرقاما مالية "واقعية" لمساعدة أوكرانيا على تنويع إمدادات الطاقة. وقد أشادت ألمانيا التي كانت تواجه خلافات محتدمة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بنهج بايدن واعتبرته إعادة إحياء للتحالف.

خط انابيب الغاز "نورد ستريم 2"

انتقادات لبايدن
وسارع الجمهوريون، خصوم الرئيس جو بايدن، إلى التنديد بالاتفاق ووصفوه بأنه "هدية" للرئيس بوتين. وقال السيناتور الجمهوري تيد كروز، مشيراً إلى مخاوف بشأن "نورد ستريم 2": "كنا نعلم دائماً أن بايدن وبوتين لطالما كانا متفقين، والآن باتا متقاربين أكثر".

لكن الإدارة الأمريكية ردت بأنها تحاول ضمان نتيجة إيجابية من خط الأنابيب الذي أصبح شبه مكتمل. وقالت نولاند: "إنه وضع سيء وخط أنابيب سيء، لكننا نحتاج إلى المساعدة في حماية أوكرانيا وأشعر بأننا اتخذنا بعض الخطوات المهمة في هذا الاتجاه".

وقد واجه بايدن أيضاً انتقادات من ديموقراطيين على خلفية مشروع "نورد ستريم 2"، لكن المدافعين عنه وصفوا هجمات الجمهوريين بأنها مثيرة للسخرية، إذ إن ترامب أشاد من دون خجل ببوتين وأبدى نفوراً تجاه أوكرانيا من خلال مكالمة هاتفية حاول فيها لوي ذراع زيلينسكي ما أدى إلى أول محاكمة له.

وردت نولاند، وهي دبلوماسية محترفة سابقة اشتهرت بدعم المتظاهرين المؤيدين للغرب في أوكرانيا عام 2013، بصراحة على كروز بأن إدارة ترامب التي تولت السلطة عام 2017، تتحمل مسؤولية. وقالت: "أعتقد أننا كنا عام 2016 في طريقنا إلى وقف مشروع خط الأنابيب. عندما تولت إدارة بايدن السلطة بعد أربع سنوات، كان خط الأنابيب هذا قد أصبح مكتملا بنسبة 90 في المئة".

ميركل وبوتين "راضيان"
وقبل الإعلان عن الاتفاق الألماني الأمريكي حول "نورد ستريم 2"، تحدثت المستشارة ميركل مع الرئيس الروسي بوتين في اتصال هاتفي، حسبما قال مكتبها. وقالت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن ميركل تحدثت مع بوتين عن تنفيذ اتفاقيات مينسك من أجل حل سلمي للصراع في شرق أوكرانيا، وأضافت: "قضايا الطاقة مثل عبور الغاز عبر أوكرانيا وخط أنابيب نورد ستريم 2 كانت أيضاً موضوعات نقاش".

وفي بيان صدر اليوم، رفضت الحكومة الروسية الاتهامات الأمريكية مؤكدة أنها "لم تستخدم الطاقة كسلاح سياسي". وأعلن الكرملين أن بوتين وميركل أعربا عن رضاهما عن قرب اكتمال مشروع خط أنابيب نورد ستريم 2، وأضاف في بيان بعد انتهاء المحادثة: "الزعيمان راضيان عن اقتراب مشروع نورد ستريم 2 من الاكتمال".

وتم الانتهاء من مشروع "نورد ستريم 2" بنسبة 98٪ تقريباً بتكلفة بلغت أكثر من 9 مليارات يورو (11 مليار دولار) حتى الآن. وسيضاعف المشروع سعة خط أنابيب "نورد ستريم" الحالي، والذي يعمل منذ عام 2011 عندما كانت روسيا لا تزال عضواً في مجموعة الثماني (الآن مجموعة السبع مرة أخرى) قبل ضم شبه جزيرة القرم والصراع في أوكرانيا.

dw
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button