وصف المدون

اليوم

Kurier - فيينا
تناولت الكاتبة النمساوية Naz Kücüktekin في تحليلٍ في صحيفة كوريير النمساوية ملف عديمي الجنسية في النمسا، وأوردت قصةً لشابٍ يدعى أنور علي موضحةً أنَّ هذا الشاب البالغ من العمر 43 عاماً جاء إلى النمسا في أكتوبر من عام 2014، ولجأ في ذلك الحين إلى المكتب الفيدرالي للهجرة واللجوء من أجل الحصول على المساعدة إلى أن تم منحه حق اللجوء في نفس ذلك اليوم، وعلى الرغم من ذلك، ليس بوسع أنور العيش في وطنه الأصلي.

© Naz Kücüktekin

وأوضحت Kücüktekin أنَّ "حياة أنور كانت رائعةً في العاصمة السورية دمشق إلى أن لاذ بالفرار منها تاركاً كل شيءٍ خلفه، وهناك في دمشق، حصل على شهادتين جامعيتين، ودرس اللغة العربية، وعمل في وظيفة مدير مدرسة ثانوية، وعاش في شقة، وكان راضياً عن حياته، لكن الحرب جاءت بعد ذلك لتحول سوريا إلى منطقة تُشَكّل خطراً على حياة الملايين" ناقلةً عنه قوله "راتبي في سوريا في ذلك الوقت يعادل ما قيمته 5000 يورو شهريا في النمسا".

وألمحت إلى أنَّ أنور بدأ حياته من الصفر في النمسا بأن ذهب لتعلم اللغة الألمانية، ودخل في مرحلة التدريب المهني كي يحصل على وظيفة، وقد كان له ما أرد في بضعة سنوات، إذ تعلم اللغة الألمانية إلى المستوى B2، وبدأ تدريبه المهني كمعلم أنشطة ترفيهية، وبعد أثنى عشر شهراً من العيش والإقامة في النمسا، حصل على وظيفة في مؤسسة للأطفال، كمتدرب وبعقد محدد المدة، ولا يزال يعمل هناك حتى تاريخ اليوم، وسمح له للمرة الأولى هذا العام بكتابة التقرير السنوي، ونقلت عنه قوله "لا يوجد خطأ واحد في التقرير".

ورأت Kücüktekin أنَّ كل من ينظر إلى أنور وأسرته يستدل على أنهم ينعمون بحياةٍ جيدةٍ بسبب حصوله على عملٍ جيدٍ في النمسا ناهيك عن انتظام أولاده في مدارس، لكن هناك شيءٌ يقيّد حياتهم، وهو أنَّ أنور وأولاده ممن يسمون "بلا وطن" أو عديمي الجنسية.

وكشفت عن أنَّ أنور في سوريا عاش كمواطن فلسطيني بعد أن لاذ والداه بالفرار إلى سوريا كلاجئين فلسطينيين في عام 1948 حيث يوجد هناك في سوريا اعترافٌ بالجنسية الفلسطينية، وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّ النمسا لا تعترف بفلسطين كدولة ما جعل أنور وأولاده هنا في قائمة "عديمي الجنسية".

واعتبرت Kücüktekin أنّ هذه مشكلةٌ خفيةٌ في النمسا، ولا يمكن إثبات عدد الأشخاص عديمي الجنسية في النمسا بصورةٍ واضحة، وفي عام 2021، أدرجت هيئة الإحصاء النمساوية 18 ألف شخصاً على أنهم عديمو الجنسية أو ذو مواطنة غير معروفة أو غير واضحة، وخلال العشرين عاماً الماضية، ولد حوالي 400 طفلاً في النمسا بدون جنسية، وتصف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الوضع الراهن بالمشكلة الخفية في أحد التقارير الصادرة في عام 2017، وتنص الاتفاقية المعنية بعديمي الجنسية التي وقعت عليها النمسا على ضرورة تسهيل تجنيس هؤلاء بقدر الإمكان من أجل تخفيض أعدادهم.

وأردفت Kücüktekin بالقول بأنَّ عديمي الجنسية يفتقرون إلى الحماية في الكثير من النواحي خاصة عدم الحصول على التعليم أو الرعاية الصحية أو التعليم القانوني، ويمكن أن يصل الأمر إلى إعاقة حقوق أخرى مهمة مثل التَنَقُّل والقدرة على التَمَلُّك والتصويت وحتى الزواج وفتح الحسابات المصرفية، ويعني ذلك بالنسبة لشخصٍ مثل أنور أنَّ حياته وحياة أطفاله معقدةٌ للغاية.

ونقلت عن أنور قوله "أريد التَقَدُّم للحصول على الجنسية النمساوية، لكن لم يمض عليّ الوقت اللازم في النمسا، وفي المنطقة التي أعيش بها، توجد وظائف بدوامٍ جزئي ما جعلني مضطراً للعمل لساعات أطول من أجل تحسين دخلي".

وخلصت إلى أنَّ أنور يحتاج إلى ثلاثة سنوات أخرى كي يتقدم بطلب الحصول على الجنسية النمساوية.

إسلام سعيد – صحافي مختص في شؤون الدول الجرمانية - INFOGRAT

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button