Gewessler تتعهد بالاستماع والتجديد بعد انتخابها رئيسةً جديدةً للخضر النمساوي بنسبة 96,76%
فيينا – INFOGRAT:
انتُخبت ليونور غيفسلر (Leonore Gewessler) رئيسة جديدة لحزب الخضر النمساوي (Die Grünen) خلال مؤتمر الحزب الفيدرالي الذي عُقد يوم الأحد في العاصمة النمساوية فيينا، وذلك بنسبة 96,76 في المائة من أصوات المندوبين، خلفًا لويرنر كوغلر (Werner Kogler)، ومن دون وجود أي مرشح منافس. وقالت غيفسلر إنها تقبل هذا المنصب “بفرح كبير واحترام”، وسط تصفيق 250 من مندوبي الحزب.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، انتُخبت غيفسلر لولاية تمتد لثلاث سنوات، وكانت تشغل منصب نائبة كوغلر داخل الحزب في الفترة السابقة. وقبل انخراطها في العمل الحزبي، ترأست منظمة البيئة “غلوبال 2000” (Global 2000). وخلال فترة عملها في حزب الخضر، مثلت الجناح البيئي، وتمكنت من ترسيخ حضورها في الحكومة الائتلافية مع حزب الشعب النمساوي (ÖVP) من خلال توليها مسؤوليات وزارية في مجالات البيئة والطاقة والنقل.
وخلال سنوات عملها كوزيرة لحماية المناخ، اتخذت غيفسلر قرارات شملت تسعير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتقديم مكافآت مناخية، وتفعيل تذكرة مناخية (Klimaticket)، إضافة إلى دعمها لسياسة إعادة إحياء الطبيعة داخل الاتحاد الأوروبي (Renaturierung der EU) رغم معارضة حزب ÖVP، فضلاً عن رفضها مشاريع بناء الطرق السريعة. هذه السياسات، رغم أنها أغضبت بعض خصومها السياسيين وكذلك شريكها الائتلافي في حينه، حزب الشعب، فإنها جعلتها شخصية محورية تحظى بشعبية داخل حزب الخضر.
كوغلر يسلم القيادة لغيفسلر
وفي كلمتها أثناء الترشح، شددت غيفسلر على تقديرها العميق للمسؤولية التي تنتظرها، مؤكدة أن النجاح في هذه المهمة لا يمكن أن يتحقق إلا بروح الفريق. ووجهت شكرها العلني إلى كوغلر، واصفة إياه بـ”العملاق الأخضر”، الذي تعلمت منه الكثير وكان دائمًا داعمًا لها. وبعد انتخابها، أعاد كوغلر المديح قائلًا: “ليونور، أنا مقتنع ونحن مقتنعون تمامًا، أن الأمور ستسير على ما يرام بقيادتك”.
استراتيجية الاستماع والانفتاح
أكدت غيفسلر أن أسلوب الوقوف على المنصة بينما يكتفي الآخرون بالاستماع والتصفيق لم يعد مجديًا، وأشارت إلى أنها جابت البلاد في الفترة الأخيرة لسماع آراء الناس. وقالت: “أعتقد أننا بحاجة إلى الاستماع لما يريده الناس منا، وما يتوقعونه، وما يحتاجون إليه بالفعل”. وأضافت أنه ينبغي تجاوز المواقف المتعالية مثل “لدينا أصلًا أفضل تصور”، مؤكدة أنها تسعى إلى تحويل مخاوف وآمال وأحلام الناس إلى سياسات ملموسة.
ثلاث أزمات كبرى: كورونا، الحرب، وكورتس
وتحدثت غيفسلر عن الإرهاق السياسي خلال خمس سنوات من الحكم الائتلافي مع حزب الشعب، حيث واجهت الحكومة ثلاث أزمات كبرى: جائحة كورونا، الحرب (في أوكرانيا)، وسياسات المستشار السابق سيباستيان كورتس (Sebastian Kurz). وقالت إن هذه الفترة استنزفت طاقة كبيرة في جهود الإقناع باتجاه واحد، بينما تم تجاهل القضايا الجوهرية التي تهم الناس. وأشارت إلى أن البعض يشعر بالحاجة لتبرير أنفسهم أمام الخضر، وأضافت: “لدي سيارة في المرآب، وتعرفت على زوجي في أكثر الأماكن غير البيئية، وهو طائرة”.
عالم مليء بالتناقضات
واختتمت غيفسلر حديثها بالتأكيد على أن حزب الخضر يسعى دائمًا لتحسين العالم، لكن هذا العالم مليء بالتناقضات. وقالت: “أريد أن يأتي الناس إلينا ليس بالخوف، بل بالأمل”.
انتقادات للمنافسين السياسيين
وانتقدت غيفسلر خصومها السياسيين، معتبرة أن رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) أندرياس بابلر (Andreas Babler) ليس أكثر من “عملاق وهمي” في سياسات المناخ والعدالة الاجتماعية. كما اتهمت حزب الشعب بالسعي لاستيراد الغاز الروسي مجددًا ومحاولة التأثير في القضاء في مجال حقوق الإنسان. وبشأن حزب الحرية اليميني المتطرف (FPÖ)، قالت إنه لا يسعى إلا إلى “تغذية المشكلات”، وإنه مدفوع بـ”دعاية روسية”، ويريد “عالمًا لا نقرر فيه بأنفسنا مع من نحب أن نكون”.
تعديلات تنظيمية داخل الحزب
وشهد يوم السبت أيضًا انتخاب خمسة أعضاء آخرين في المجلس الفيدرالي للحزب، بالإضافة إلى اختيار المسؤول المالي الجديد. ومع انتقال الحزب إلى صفوف المعارضة، تقرر إلغاء منصب الأمين العام الذي كانت تشغله أولغا فوغلاور (Olga Voglauer).



