استدرجته شابة سورية.. اعتداء على عراقي في تيرول بعد كشفه لتجاوزات في مركز للاجئين

تعرض رجل عراقي (30 عامًا) لإصابات خطيرة إثر اعتداء وحشي نفذته مجموعة مجهولة مساء السبت في بلدة زيرل (Zirl)، الواقعة في مقاطعة إنسبروك لاند بولاية تيرول النمساوية، ونفّذ المهاجمون هجومهم باستخدام عصي البيسبول والسكاكين، ما أدى إلى إصابته في الرأس والعينين والساقين، في اعتداء يبدو أنه كان يهدف إلى قتله، وجاء الحادث بعد وقت قصير من كشف الضحية لفضيحة تتعلق بمخالفات في نُزل للاجئين في إنسبروك، وهو ما دفع الشرطة للتحقيق فيما إذا كان الهجوم انتقامًا بسبب تسريباته الصحفية.

وبحسب صحيفة krone النمساوية، يرقد الضحية في مستشفى إنسبروك بحالة صحية حرجة، وقد روى لصحيفة “Krone” تفاصيل الفخ الذي نُصب له بعناية.

بدأت القصة يوم الاثنين الماضي، عندما تلقى طلب صداقة على فيسبوك من امرأة سورية تعيش في إنسبروك، وبعد تبادل بعض الرسائل، اتفقا على اللقاء يوم السبت في بلدة زيرل، على بعد 15 كيلومترًا غرب إنسبروك، حيث زعمت المرأة أن لديها صديقة ترغب في التعرف عليه، وحددت اللقاء في موقف سيارات قرب منطقة “Linserkurve” في زيرل.

عند وصوله إلى المكان، كانت المرأة الثانية بانتظاره، فقادته المرأتان إلى مسار غابي معزول، حيث جلسوا على مقعد خشبي فوق الطريق، لكن خلال لحظات، سمع الرجل أصواتًا غريبة قادمة من خلفه في الغابة.

فجأة، خرج ثلاثة أو أربعة رجال ملثمين من بين الأشجار، يحملون عصي بيسبول، وانقضوا عليه بضراوة.

الضحية يروي اللحظة الأولى للهجوم:
“أحدهم ضربني على رأسي بعصا البيسبول، والآخر استهدف عيني اليسرى، ثم بدأوا يضربونني في جميع أنحاء جسدي. كانوا يريدون قتلي”.

محاولة طعن أثناء الهجوم العنيف

لم يقتصر الهجوم على الضرب الوحشي، بل حاول أحد المهاجمين أيضًا طعن الضحية بسكين في صدره.

يقول الضحية عن اللحظة الحرجة:
“أحدهم كان يحمل سكينًا وحاول طعني في صدري، كنت أركز كل جهدي على إبعاد السكين، وتمكنت من صد الطعنات بأعجوبة”.

بعد دقائق من الاعتداء العنيف، تراجع المهاجمون فجأة وهربوا من المكان، وأخذوا معهم المرأتين اللتين استدرجتاه، لكن قبل مغادرتهم، أقدموا على تحطيم سيارته بالكامل، حيث كسروا النوافذ وألحقوا أضرارًا كبيرة بالمركبة.

طلب النجدة وكشف التفاصيل

بعد فرار المعتدين، تمكن الضحية من الزحف إلى الطريق الرئيسي وإيقاف سيارة عابرة، حيث قام السائق على الفور بإبلاغ خدمات الطوارئ، تم نقله على وجه السرعة إلى مستشفى إنسبروك، حيث وُضع تحت العناية الطبية بسبب إصاباته الخطيرة في الرأس والعينين والساقين.

دوافع الجريمة: استهداف معلومات حساسة

بينما سرق المهاجمون محفظته وأوراقه الثبوتية، إلا أنهم لم يهتموا بأي متعلقات شخصية أخرى، ومع ذلك، كانوا يسألونه بإلحاح عن هاتفه المحمول.

يقول الضحية: “كانوا يصرخون: أين هاتفك؟ أين هاتفك؟”

الهاتف، الذي فقده أثناء الاعتداء، يحتوي على مقاطع فيديو وتسجيلات تتعلق بانتهاكات ومخالفات داخل نُزل للاجئين تديره منظمة “Tiroler Soziale Dienste (TSD)” وكان الضحية قد سلم بعض هذه التسجيلات لصحيفة “Tiroler Krone”، التي نشرت تقريرًا عن الفضيحة في نفس توقيت الهجوم تقريبًا.

هذا التزامن دفع الشرطة إلى التحقيق في ما إذا كان الاعتداء محاولة إسكات أو انتقام بسبب التسريبات.

ردود الفعل والتحقيقات الشرطة النمساوية

تحقق في القضية، ولا تستبعد وجود دافع انتقامي وراء الاعتداء، وقد قامت وسائل الإعلام المحلية بتسليط الضوء على العلاقة المحتملة بين الهجوم وكشف الفضيحة، والضحية لا يزال في المستشفى، لكنه مصرٌّ على التعاون مع السلطات لكشف الجناة.

قُتل بسرعة: هل يرتبط الحادث بفضيحة اللجوء؟

تسببت مأوى الطوارئ في شارع Schusterbergweg في مدينة إنسبروك في العديد من العناوين الصحفية السلبية مؤخرًا. بحسب التقارير، يعاني المكان من مشاكل مثل التخفيض الاجتماعي، والإقامة غير القانونية، وتجارة المخدرات، والهجمات، والعفن، وقمل الفراش. وكشفت مصادر داخلية عن صورة مأساوية للوضع في مأوى الطوارئ الذي تديره شركة “خدمات تيرول الاجتماعية” (TSD)، المملوكة بالكامل من قبل ولاية تيرول. وحتى السلطات المالية دخلت في التحقيق. ولكن، ينفي المدير التنفيذي وجود أي مشاكل مسجلة في المكان.

وكان أحد الأشخاص العراقيين الذين كشفوا الفساد في صحيفة “Tiroler Krone” قد تعرض لمحاولة قتل من قبل مجموعة مسلحة بعد الكشف عن القضية. والآن، يتعين على الشرطة التحقيق لمعرفة ما إذا كان هناك صلة بين هذا الحادث الفضائحي وواقعة القتل.

مؤخرًا، أصبحت مأوى الطوارئ في Schusterbergweg 73 في إنسبروك مركزًا للجدل بسبب انتشار قمل الفراش في المكان. ووفقًا لشهادات الموظفين الذين تحدثوا لصحيفة “Krone”، تم الكشف عن حجم الانتشار الكبير للقمل، وكان الموظفون مضطرين للعمل لفترات طويلة دون ارتداء ملابس حماية أثناء تنظيف المكان، ما أدى إلى تعرضهم للعض والإصابات، كما تشير الصور التي تم الحصول عليها من “Krone”. بالإضافة إلى ذلك، أثناء التخلص من الجدران والسقوف المتعفنة، كانت الملابس الواقية مفقودة في معظم الحالات.

ويعد هذا جزءًا من سلسلة من المشاكل المحتملة في هذه المنشأة التابعة لـ TSD.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى