الأردن يرفض التعاون مع النمسا في ترحيل السوريين المدانين في رد على INFOGRAT

استقبل وزير الداخلية النمساوي غيرهارد كارنر (ÖVP) يوم الإثنين نظيره الأردني مازن عبد الله هلال الفراية في فيينا، حيث ناقش الوزيران سبل دعم العودة الطوعية للاجئين السوريين بعد سقوط نظام بشار الأسد، مؤكدَين على التباين بين العودة الطوعية والتهجير القسري، فيما أشار الفراية إلى أن الأردن يرفض الترحيل القسري ويدعم العودة الطوعية فقط، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

قال كارنر، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني في فيينا، إن أكثر من 100,000 لاجئ سوري عادوا من الأردن إلى سوريا بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، بينما لم يتجاوز عدد العائدين من النمسا إلى سوريا 500 شخص فقط.

كما أبلغ كارنر الوزير الفراية بتفاصيل أول عملية ترحيل لسوري مدان بارتكاب جرائم من النمسا إلى سوريا الأسبوع الماضي، والتي وُصفت بأنها الأولى من نوعها منذ اندلاع النزاع السوري قبل 14 عامًا.

في المقابل، شدد الوزير الأردني مازن الفراية على موقف بلاده الرافض للترحيلات القسرية، وقال ردًا على سؤال من أحمد مراد رئيس تحرير النمسا ميديا (INFOGRAT) حول استعداد الأردن للتعاون مع النمسا في تنفيذ ترحيلات:

“الأردن يعارض الترحيلات العشوائية، ويدعم العودة الطوعية فقط”، وأضاف أن المملكة اكتسبت خبرة في هذا المجال من خلال تعاملها مع اللاجئين العراقيين في السابق.

الأردن لاعب إقليمي مهم

من جانبه، أثنى وزير الداخلية النمساوي على دور الأردن المحوري في استقرار المنطقة، مؤكدًا أن “علينا تقديم الدعم والمساندة للمنطقة”. كما أشاد بالجهود التي بذلتها المملكة منذ بدء الحرب في سوريا، مشيرًا إلى زيارته السابقة لأحد مخيمات اللاجئين في الأردن، قائلاً: “العيش هناك ليس مريحًا، لكنه آمن”.

جدير بالذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد أُطيح به يوم 8 ديسمبر الماضي على يد تحالف من الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام (HTS)، وهي جماعة كانت سابقًا مرتبطة بتنظيم القاعدة. ومنذ ذلك الحين، يتولى أحمد الشرع قيادة الحكم في العاصمة دمشق. وبحسب إحصائيات Statistik Austria، يبلغ عدد السوريين المقيمين في النمسا حتى 1 يناير 2025 نحو 104,699 شخصًا.

الأردن استقبل 1.5 مليون لاجئ سوري

صرّح الوزير الأردني أن بلاده استقبلت 1.5 مليون لاجئ سوري منذ بداية الحرب، ووفرت لهم خدمات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، كما عبّر عن امتنانه للدعم المقدم من النمسا والاتحاد الأوروبي. وأكد على أن معالجة الهجرة غير النظامية تبدأ من دعم الدول الأصلية.

الأمن ومكافحة المخدرات ضمن المباحثات

أشار الفراية إلى أن المباحثات شملت كذلك التعاون الأمني ومكافحة تهريب المخدرات، لافتًا إلى أنه سيبقى في النمسا حتى يوم الثلاثاء لزيارة وحدة النخبة الخاصة بالشرطة النمساوية “كوبرا – Cobra”. وكشف أنه زار النمسا آخر مرة قبل 26 عامًا، حين تلقى تدريبًا عسكريًا فيها.

عبء اللاجئين على الأردن

يُعد الأردن من بين الدول التي تضم أكبر عدد من اللاجئين مقارنة بعدد السكان. فبالإضافة إلى اللاجئين السوريين، استقبلت المملكة خلال العقود الماضية نحو 2.3 مليون لاجئ فلسطيني نتيجة الصراع العربي-الإسرائيلي.

وقد رفضت الحكومة الأردنية مؤخرًا مقترحًا طرحه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بنقل سكان قطاع غزة إلى كل من الأردن ومصر، وسط استمرار تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي تسببت في انخفاض المساعدات الإنسانية للأردن، ما أدى إلى إيقاف العديد من برامج الدعم الدولية.

وخلال المؤتمر الصحفي، لم يُسمح للصحفيين بطرح أسئلة حول إمكانية استقبال لاجئين من غزة في الأردن.

ويُذكر أن صندوق النقد الدولي يرى أن اقتصاد الأردن تضرر بشكل خاص من الحرب الإسرائيلية على حركة حماس في غزة. وفي المقابل، أعلنت المفوضية الأوروبية في يناير الماضي عن تقديم قروض واستثمارات بقيمة 3 مليارات يورو للأردن في إطار شراكة استراتيجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى