البرلمان النمساوي يقر فصولًا تمهيدية الزامية للمهاجرين الجدد قبل دخول المدارس
فيينا – INFOGRAT:
أقرّ المجلس الوطني النمساوي، يوم الجمعة، بأغلبية واسعة، قرارًا يقضي بإدخال فصول تمهيدية (Orientierungsklassen) بشكل موحد على مستوى البلاد ابتداءً من العام الدراسي المقبل، لتأهيل الأطفال المهاجرين حديثًا للنظام التعليمي النمساوي، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
صوّت لصالح القرار كل من الكتل الحكومية، بالإضافة إلى حزب الخضر (Die Grünen)، في حين عبّرت حزب الحرية النمساوي (FPÖ) عن رفضه للمبادرة، معتبرًا إياها إجراءً غير فعّال.
فصول تمهيدية لتأهيل الأطفال على الاندماج المدرسي
بموجب القرار، فإن الأطفال في سن الدراسة الإلزامية الذين وفدوا حديثًا إلى النمسا دون أي خبرة سابقة في مؤسسات التعليم، سيخضعون لمدة أقصاها ستة أشهر لدروس تمهيدية خاصة تُعرف باسم “فصول التوجيه” (Orientierungsklassen)، قبل انتقالهم إلى النظام المدرسي العادي.
ستركز هذه الفصول على تعليم أساسيات اللغة الألمانية والمهارات الدراسية الأساسية اللازمة للاندماج في البيئة المدرسية. ويمكن إنشاء مجموعات دراسية مخصصة لذلك تتجاوز حدود الصفوف الدراسية والمراحل العمرية والمدارس المختلفة. كما يُفترض أن يتم الانتقال لاحقًا إلى فصول دعم اللغة الألمانية (Deutschförderklassen) بطريقة مرنة.
نماذج مشابهة كانت مطبّقة مسبقًا في كلٍّ من فيينا وفورارلبرغ (Wien und Vorarlberg)، ومع التعديل الجديد في قانون التعليم المدرسي، ستُعتمد هذه الفصول على مستوى البلاد اعتبارًا من 1 سبتمبر المقبل.
انتقادات من حزب FPÖ ودفاع من الائتلاف الحاكم
عبّر النائب عن حزب الحرية، هيرمان بروكل (Hermann Brückl)، عن رفضه للمبادرة، واصفًا إياها بأنها “إجراء وهمي” لا يعالج جذور المشكلة، مشيرًا إلى أن الاندماج مسؤولية الجمعيات المختصة وليس المعلمين الذين يواجهون أصلًا أعباء متزايدة.
من جهتهم، رد ممثلو الأحزاب الحكومية بأن هذه الفصول تساهم في تخفيف الأعباء عن المعلمين، إذ إن الأطفال يصبحون أكثر استعدادًا للانخراط في التعليم النظامي بعد تلقي الدعم الأولي. وقال الأمين العام لحزب الشعب (ÖVP) نيكو ماركيتي (Nico Marchetti) إن التجارب في فيينا وفورارلبرغ أثبتت فاعلية النموذج. كما أضاف هاينريش هيمر (Heinrich Himmer)، المتحدث باسم التعليم في حزب SPÖ، أن المدارس استفادت من هذا النظام.
بدوره، أشار وزير التعليم كريستوف فيدركير (Christoph Wiederkehr) من حزب NEOS إلى أن الحكومة جاهزة لهذه الخطوة، رغم عدم وجود أرقام دقيقة حول عدد الأماكن المطلوبة، وردًا على انتقادات FPÖ التي رأت أن القرار غير ضروري في ظل الحديث عن وقف لمّ الشمل العائلي.
قرارات أخرى: بطاقات طلابية رقمية وبرامج دراسات جديدة
بالتوازي مع هذا القرار، أُقرّت تعديلات على قانون التعليم العالي تتيح إصدار بطاقات طلابية رقمية في الجامعات التربوية (Pädagogische Hochschulen)، كما تم اعتماد برامج تدريب جديدة لمعلمي التعليم المبكر (Elementarpädagogik).
وصف وزير التعليم الخطوة بأنها “تحول جذري” في هذا المجال، إذ سيصبح بإمكان الجامعات والكليات تقديم برامج دراسات أكاديمية مستقلة في التعليم المبكر. إلا أن حزب الخضر اعتبر هذه الإجراءات غير كافية، وطالب بأن تكون الدراسة الجامعية لمعلمي رياض الأطفال إلزامية كما هو معمول به في عدة دول أوروبية.



