الكويت والنمسا.. ستة عقود من الشراكة والتعاون المتنامي في مختلف المجالات

أكد سفير دولة الكويت لدى النمسا والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا، طلال الفصام، على متانة العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرًا إلى أن الشراكة الكويتية-النمساوية تمتد على مدار 60 عامًا، قائمةً على التفاهم والبناء والتعاون المشترك في مختلف المجالات.

جاء ذلك خلال لقاء أجرته وكالة الأنباء الكويتية (كونا) مع السفير الفصام، بمناسبة الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث شدد على عمق هذه العلاقات، ومساعي الكويت والنمسا لتعزيزها نحو آفاق أوسع، خاصةً في المجالين السياسي والاقتصادي.

علاقات راسخة وتعاون متنامٍ

وأوضح الفصام أن العلاقات الكويتية-النمساوية تستند إلى أسس من الاحترام المتبادل والتعاون المثمر، وهو ما دفع الكويت إلى افتتاح سفارتها في فيينا عام 1985، مما شكل دفعة قوية لتطور العلاقات على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

وأشار إلى التنسيق المستمر بين البلدين في القضايا الدولية، سواءً عبر المنظمات الأممية أو من خلال الحوار الخليجي-الأوروبي، لافتًا إلى العلاقات المتميزة التي تربط الكويت بالاتحاد الأوروبي نتيجة توافق وجهات النظر حول العديد من القضايا الدولية.

مواقف تاريخية داعمة للكويت

واستذكر السفير الفصام الموقف النمساوي المشرف خلال الغزو العراقي عام 1990، مشيدًا بالدور الذي لعبه هاينز فيشر، الذي كان رئيسًا لـالمجلس الوطني النمساوي (البرلمان) آنذاك، والرئيس الأسبق كورت فالدهايم، في إيصال صوت الكويت إلى المحافل الدولية ودعم القرارات الأممية التي أكدت حق الكويت في استعادة سيادتها.

وأكد أن هذا الموقف سيظل خالدًا في ذاكرة الكويتيين، حيث أعطى زخمًا للعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين.

تعاون سياسي واقتصادي متزايد

وفيما يتعلق بأبرز مجالات التعاون الحالية، أشار السفير الفصام إلى توقيع خمس مذكرات تفاهم واتفاقية تعاون خلال العامين الماضيين، تعكس رغبة البلدين في تعزيز التعاون والتنسيق المشترك.

على الصعيد السياسي، أوضح أن مذكرة التفاهم الخاصة بالمشاورات السياسية تم تفعيلها من خلال استضافة الكويت للجولة الأولى من المشاورات بين البلدين، مما يعزز الحوار الاستراتيجي والتفاهم المتبادل.

أما في المجال الاقتصادي، فقد تم توقيع مذكرة تفاهم حول صناديق التنمية، إلى جانب زيارة وفد تجاري نمساوي للكويت العام الماضي، فيما يجري التحضير لزيارة وفد آخر هذا العام لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية.

وأكد السفير أن هذا التعاون يفتح فرصًا غير محدودة، خصوصًا في ظل رؤية كويت جديدة 2035، التي توفر بيئة استثمارية جاذبة، معربًا عن حرص الكويت على تشجيع الاستثمارات المتبادلة وتوسيع قاعدة الشراكة بين رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية في كلا البلدين.

مباحثات لتعزيز التعاون في مجالات متعددة

وفي إطار تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، أجرى السفير الفصام مباحثات مع حاكم ولاية النمسا العليا والغرفة التجارية النمساوية، ركزت على التكنولوجيا والطاقة المتجددة والصحة والتعليم.

كما بحث مع مسؤولي ولاية سالزبورغ فرص الاستثمار في الأمن الغذائي والسياحة، إضافة إلى التعاون مع شركة بورغنلاند إنرجي لاستكشاف آفاق الشراكة في قطاع الطاقة المتجددة.

وفي مجال الصحة والتعاون القنصلي، أشار السفير إلى توقيع مذكرات تفاهم، إضافة إلى اتفاقية الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحملة الجوازات الدبلوماسية والخاصة، مما يعزز التعاون الرسمي بين البلدين.

تعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي

وفيما يتعلق بالتعاون الأكاديمي، أشار السفير الفصام إلى إطلاق أول برنامج تعاون بين معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي الكويتي والأكاديمية الدبلوماسية في فيينا، والذي يتضمن برنامجًا تدريبيًا مخصصًا للدبلوماسيين الكويتيين. كما تم فتح قنوات اتصال مع مؤسسات علمية وجامعات نمساوية للاستفادة من خبراتها في المجالات البحثية والعلمية المتقدمة.

وأضاف أن التعاون بين البلدين يشمل أيضًا السياحة والرياضة، وهما قطاعان يشهدان تطورًا ملحوظًا في كلا البلدين، مع بوادر لتعزيز التعاون الثقافي.

ستة عقود من العلاقات المتينة والتطلع إلى المستقبل

وعند استعراض محطات العلاقات الكويتية-النمساوية خلال العقود الستة الماضية، أكد السفير الفصام أنها شهدت مراحل مهمة منذ إقامتها عام 1965، وتعززت مع افتتاح السفارتين في الكويت وفيينا، مما ساهم في زيادة التفاعل والتعاون في مختلف المجالات.

وفي ختام حديثه، أعرب السفير عن اعتزازه بتطور العلاقات الكويتية-النمساوية على مدار 60 عامًا، مؤكدًا تطلعه إلى مزيد من التعاون المثمر بين البلدين في المستقبل، بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى