تراجع كبير في أعداد البعوض في فيينا هذا العام بسبب برودة الطقس وجفاف يونيو
شهدت فيينا هذا العام انخفاضاً ملحوظاً في أعداد البعوض مقارنة بالسنوات السابقة، ويرجع السبب في ذلك بالدرجة الأولى إلى الظروف المناخية غير المواتية لتكاثر هذه الحشرات، بحسب ما أفادت به هيئة الأمن الغذائي النمساوية (AGES) وخدمات الصحة في بلدية فيينا، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
أفادت بلدية فيينا بأن أعداد البعوض التي تم رصدها في موسم عام 2025 كانت أدنى بكثير من المعدلات المعتادة، حيث تم تسجيل أقل من 30% من أعداد البعوض مقارنة بالسنوات السابقة خلال أشهر مايو ويونيو ويوليو. جاء ذلك ضمن برنامج المراقبة البيئية المستمر الذي تنفذه دائرة الصحة العامة في المدينة (MA 15)، والذي يشمل جمع وتحليل أعداد البعوض في مواقع محددة من العاصمة خلال الأسبوع الأول من كل شهر من موسم البعوض الممتد من مايو حتى سبتمبر.
وأشارت هيئة AGES من جهتها إلى تراجع عام في أعداد البعوض هذا العام، يُقدّر بحوالي 20% مقارنة بعام 2024، مرجعة السبب إلى درجات الحرارة المنخفضة في مايو، التي أبطأت من تطور اليرقات، وإلى قلة الرطوبة خلال يونيو، رغم دفء الطقس، وهو ما حال دون حدوث تكاثر واسع النطاق. وأوضحت الهيئة أن “بعوض الفيضانات”، وهو النوع الذي يظهر عادةً بعد تجمع المياه بكميات كبيرة، كان شبه غائب هذا العام.
بعوض النمر يظهر متأخراً
أما بالنسبة لبعوض النمر الآسيوي (Asiatische Tigermücke)، المعروف بقدرته على نقل أمراض مثل فيروس زيكا وحمى الضنك وفيروس غرب النيل، فقد تم رصده في فيينا هذا العام في وقت متأخر نسبياً. وتنتشر هذه الحشرة بشكل خاص في مناطق الحدائق المنزلية، حيث تتوفر ظروف مثالية لوضع البيض في مساحات صغيرة مملوءة بالمياه.
ودعت بلدية فيينا السكان مجدداً إلى التعاون في مكافحة تكاثر هذا النوع من البعوض، من خلال تفريغ أو إزالة المياه الراكدة في أماكن مثل أواني الزهور، المزاريب المسدودة، أو عبوات الري المكشوفة. ويُشار إلى أن بعوض النمر يفضل وضع البيوض في حاويات صغيرة جداً، مثل دلاء الماء، المزهريات، أغطية الأواني، عبوات الزجاج والبلاستيك، أو حتى أغطية العلب المعدنية.
تغيّر المناخ يساعد على انتشار بعوض النمر
تنتمي بعوضة النمر الآسيوية إلى المناطق الاستوائية في الأصل، وتُعرف بأنها ناقلة محتملة لأكثر من 20 نوعاً من مسببات الأمراض. وقد ساهمت ظاهرة الاحترار المناخي في اتساع نطاق انتشارها داخل أوروبا، بما في ذلك نحو مناطق شمالية لم تكن تصلها في السابق، حيث تُعدّ المدن بيئة أكثر دفئاً من المناطق المحيطة، ما يسهّل تكاثرها وتوسعها الجغرافي.



