دراسة رسمية: 75% من النمساويين يفتقرون للمعرفة بالذكاء الاصطناعي
فيينا – INFOGRAT:
أظهرت دراسة متخصصة نُشرت يوم الخميس في فيينا أنّ الغالبية العظمى من المواطنين النمساويين يفتقرون إلى المعرفة الكافية بتقنيات الذكاء الاصطناعي (KI)، ما يعكس حالة من الشكوك الواسعة حيال هذه التكنولوجيا رغم التوجهات الحكومية الرامية إلى تعزيز استخدامها وتوسيع القاعدة المجتمعية المستفيدة منها.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، بيّنت الدراسة، التي أعدّتها هيئة الإحصاء النمساوية Statistik Austria بتكليف من الحكومة، أنّ نحو ثلاثة أرباع السكان لديهم معرفة “ضئيلة” أو “منعدمة” بالذكاء الاصطناعي. وتهدف الحكومة – المشكلة من تحالف يضم أحزاب ÖVP وSPÖ وNEOS – من خلال هذه الدراسة إلى رسم خطة عمل وطنية لتعزيز كفاءات السكان في مجال الذكاء الاصطناعي، في إطار سعيها المعلن للاستفادة من هذه التكنولوجيا كفرصة اقتصادية وتنموية، وفقًا لما جاء في البرنامج الحكومي.
خمس فئات فقط تمتلك معرفة عميقة
من أصل 5.774 شخصًا شملهم الاستطلاع، قال فقط 5% إنهم يمتلكون معرفة “كبيرة جدًا” بالذكاء الاصطناعي، فيما أعرب 22% عن ثقتهم بأن لديهم “معرفة جيدة”. أما النسبة الأكبر (46%) فقد صنّفت معرفتها بأنها “محدودة”، و23% بأنها “ضعيفة للغاية”. كما أشار 5% من المشاركين إلى أنهم لم يسمعوا من قبل عن الذكاء الاصطناعي.
التفاوت الاجتماعي والتعليمـي والعُمري واضح
أظهرت النتائج أن العمر، والمستوى التعليمي، والجنس، كلها عوامل مؤثرة في مدى تقبّل التكنولوجيا الحديثة. فقد أبدى الذكور، وخصوصًا الشباب، ذوو التحصيل العلمي العالي، انفتاحًا أكبر تجاه الذكاء الاصطناعي، مقارنة بالفئات الأخرى.
فرص تقييم الذكاء الاصطناعي بشكل إيجابي كانت:
- 1.5 ضعفًا عند الحاصلين على شهادة Matura مقارنةً بمن لديهم فقط التعليم الإلزامي،
- و3 أضعاف عند الجامعيين مقارنةً بذوي التعليم الأساسي.
فيما كانت الفئات العمرية بين 16 إلى 24 عامًا و25 إلى 34 عامًا الأكثر إيجابية. أما الفئات ما بين 35 إلى 44 عامًا فقد شهدت تراجعًا في هذا التوجه بنسبة الثلث، لتنخفض النسبة إلى النصف تقريبًا بين من هم أكبر سنًا.
مبادرة “SheGoes AI” لتعزيز حضور النساء
في سياق التعقيب على نتائج الدراسة، وصف ألكسندر برول Alexander Pröll، وزير الدولة للرقمنة عن حزب ÖVP، النتائج بأنها “ناقوس خطر وتكليف في آن”، مؤكدًا أن “أفضل الحلول التقنية لا جدوى منها إن لم يكن بمقدور الناس استخدامها”.
ولتقليص الفجوة الجندرية في هذا المجال، أطلقت الحكومة مبادرة “SheGoes AI” التي تهدف إلى دعم النساء من خلال المنح الدراسية والبرامج التوعوية، لا سيما وأن الدراسة أظهرت أن النساء أقل ميلاً لتقييم الذكاء الاصطناعي بإيجابية بنسبة تصل إلى الثلث مقارنة بالرجال.
تخوف محدود من فقدان الوظائف
أما فيما يخص تأثير الذكاء الاصطناعي في سوق العمل، فقد انقسمت الآراء بشكل متساوٍ تقريبًا؛ إذ رأى 43% أنه مفيد أو مفيد جدًا، في حين رآه 42% غير مفيد أو غير مفيد إطلاقًا. ورغم المخاوف المتزايدة عالميًا، عبّر 13% فقط عن خشيتهم من فقدان وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي.
كما كشفت الدراسة أن تسعة من أصل عشرة ممن لا يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي – مثل تلك الخاصة بإنتاج النصوص والصور والفيديو – أرجعوا السبب إلى “عدم الحاجة إليها”. فيما أشار قرابة نصف المستطلعين إلى مخاوف تتعلق بالخصوصية وحماية البيانات، إلى جانب اعتبارات أخلاقية وضعف الجودة. وأفاد 25% بأنهم لم يكونوا أصلاً على دراية بوجود مثل هذه البرامج.




