رمضان في النمسا: أجواء روحانية تتزايد رغم تحديات الاغتراب
فيينا – INFOGRAT:
يحل شهر رمضان على المسلمين في النمسا بأجواء روحانية مميزة، رغم التحديات المرتبطة بالعمل والدراسة وغياب الأجواء الرمضانية التقليدية، التي بدأت تتجلى بشكل أكبر في السنوات الأخيرة بفعل تزايد أعداد المسلمين، مما ساهم في تعزيز الأنشطة والفعاليات الرمضانية التي تعكس روح الشهر الفضيل.
أجواء المساجد والتجمعات الرمضانية
مع حلول رمضان، تشهد المناطق المحيطة بالمساجد حركة متزايدة، خاصة خلال صلاة التراويح، حيث يتوافد المصلون بأعداد كبيرة، ما أصبح مشهداً مألوفاً لدى السكان غير المسلمين، في دليل على تزايد وعي المجتمع النمساوي بثقافة المسلمين وشعائرهم.
الأسر المسلمة.. ترسيخ العادات الرمضانية
داخل المنازل، تحافظ العائلات المسلمة على الأجواء الرمضانية، حيث تتزين البيوت بالفوانيس والعبارات الترحيبية، فيما تجمع موائد الإفطار أفراد الأسرة في أجواء دافئة تعزز الروابط العائلية، كما تتبادل العائلات والأصدقاء دعوات الإفطار، مما يسهم في تعزيز التكافل الاجتماعي.
فعاليات الجاليات الإسلامية.. هوية تجمع بين الأصل والاندماج
تلعب الجاليات والجمعيات الإسلامية دورًا بارزًا في إحياء رمضان، من خلال حفلات إفطار جماعية ومبادرات خيرية لدعم المحتاجين، مما يساعد المسلمين على تعزيز هويتهم والحفاظ على تقاليدهم رغم البعد عن أوطانهم الأصلية.
تزايد أعداد المسلمين وتأثيرهم في المجتمع النمساوي
يُقدر عدد المسلمين في النمسا بنحو 700 ألف وفقًا لآخر إحصاء رسمي عام 2016، لكن تقديرات غير رسمية تشير إلى أن العدد قد تجاوز المليون. وقد أدى هذا التزايد إلى تغيرات مجتمعية ملحوظة، أبرزها انتشار المحال العربية في الأسواق النمساوية، حيث أصبحت توفر المنتجات الرمضانية التقليدية مثل التمور، المكسرات، اللحوم الحلال، الحلويات الشرقية، وغيرها من المستلزمات التي لم تكن متوفرة سابقًا.
رمضان بين الاغتراب والاندماج
ورغم بعد المسلمين في النمسا عن الأجواء الرمضانية التقليدية، إلا أنهم نجحوا في خلق بيئة رمضانية خاصة بهم داخل أسرهم وجالياتهم، مع الحفاظ على هويتهم الإسلامية بالتزامن مع الاندماج في المجتمع النمساوي، الذي يتسم بتعدد الثقافات والتنوع الديني.
وكالات



