أحزاب اليمين واليسار تؤيد الرئيس النمساوي السابق Fischer: “الإبادة في غزة يجب أن تتوقف”

فيينا – INFOGRAT:
أثارت تصريحات الرئيس الاتحادي النمساوي السابق Heinz Fischer (هاينتس فيشر) حول الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة موجة جديدة من الجدل والانقسام السياسي في النمسا، بعدما وصفها رئيس البرلمان الوطني السابق Wolfgang Sobotka (فولفغانغ سوبوتكا) من حزب الشعب النمساوي (ÖVP) بأنها “قلب خطير للحقائق بين الجلاد والضحية”. جاءت الانتقادات في سياق حساس تزامن مع يوم التحرير من النازية، ما زاد من حدة التوتر، فيما تلقى Fischer دعمًا من سياسيين في حزبي SPÖ وFPÖ.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، اعتبر سوبوتكا أنّ ما صدر عن Fischer “مروع” بالنظر إلى توقيته، مشيرًا إلى أنّ اتهام اليهود أو إسرائيل بالتسبب في معاداة السامية هو “تزييف تاريخي” و”تصرف غير مسؤول على الإطلاق”. وأضاف:
“معاداة السامية لا يمكن أن تكون مفهومة أبدًا، بل يجب إدانتها دائمًا”.
وأكد على أن على النمسا أن تتخذ “موقفًا واضحًا من أجل التذكّر، وتحمل المسؤولية، وضد أي شكل من أشكال التقليل من شأن الكراهية المعادية لليهود”، واختتم بالقول:
“من يصمت اليوم، يصبح شريكًا في الجريمة غدًا”.
السفارة الإسرائيلية: تصريحات “مضلّلة وأخلاقيًا مشكوك فيها”
ردّت السفارة الإسرائيلية في فيينا بقوة على تصريحات Fischer، ووصفتها بأنها “مضلّلة بشكل عميق وأخلاقيًا مشكوك فيها”. وقالت عبر منصة X:
“الاستشهاد بالهولوكوست لتلقين الدولة اليهودية في لحظة مصيرية أمر مخزٍ. هذه الكلمات لا تخدم السلام، بل تشجّع المتطرفين”.
وأضاف البيان:
“Fischer يتحدث عن حقوق الإنسان، لكنه يتجاهل الحق الأساسي: حق إسرائيل في حماية مواطنيها من المجازر والاغتصاب والخطف والقصف الصاروخي”.
وأكدت السفارة أن الحرب موجّهة ضد حماس، وليس ضد السكان المدنيين في غزة، مشيرة إلى أن الحركة ترتكب “جرائم حرب ممنهجة” وتستخدم المدنيين كـ”دروع بشرية”. واختتمت بالتحذير من أن تجاهل هذه “الحقائق” يمثّل “تحريفًا متعمدًا للصورة”.
دعم من SPÖ وFPÖ: “آن الأوان لقول الحقيقة”
على الطرف المقابل، تلقى Fischer تأييدًا من بعض الساسة البارزين في الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPÖ وحزب الحرية FPÖ.
قال Stefan Schennach (شتيفان شيناخ)، رئيس كتلة SPÖ في المجلس الاتحادي، خلال جلسة عامة لمجلس الولايات:
“يجب وقف هذا الإبادة الجماعية في غزة، هذا غير مقبول، وأتوقّع من السياسة الخارجية النمساوية أن تتدخل وتوضح أن ما يحدث هناك لا يمكن للعالم السكوت عنه”.
أما Andreas Spanring (أندرياس شْبانرينغ) من حزب FPÖ، فعلّق على مقابلة Fischer بالقول:
“قرأتها وفكرت: رائع، أخيرًا هناك من يخرج ويقول الحقيقة بصراحة، لقد حان الوقت منذ زمن طويل أن يفعل أحدهم ذلك”.