انضم إلى “داعش” قبل ثلاثة أشهر فقط.. مهاجم فيلاخ السوري نفذ للهجوم بعد وجبة كباب

أقدم شاب سوري يبلغ من العمر 23 عامًا على تنفيذ هجوم إرهابي بدافع إسلاموي في وسط مدينة فيلاخ النمساوية يوم 15 فبراير/شباط، أسفر عن مقتل طفل يبلغ من العمر 14 عامًا وإصابة خمسة أشخاص آخرين، وفق ما كشفت عنه محاضر التحقيقات وتقارير الخبراء النفسيين التي أُعلن عنها مؤخرًا، والتي سلطت الضوء على دوافع المهاجم وخلفياته.

ونفذ شاب سوري يوم 15 فبراير/شباط 2025، هجومًا بسكين في ساحة Hauptplatz وجسر Draubrücke وسط مدينة فيلاخ (Villach)، أسفر عن مقتل فتى يبلغ من العمر 14 عامًا وإصابة خمسة آخرين، وقد تم توقيف الجاني على الفور في مكان الحادث.

أفكار إرهابية وتصريحات صادمة

وبحسب ما نقلته صحيفة Kleine Zeitung النمساوية، فإن الجاني صرّح خلال التحقيقات بأن فكرة تنفيذ الهجوم كانت تراوده منذ ساعات الصباح الباكر في ذلك اليوم، حيث قال: «أردت أن يفهم العالم أنني محارب في صفوف الدولة الإسلامية (داعش)». وقبل الهجوم، بقي في شقته حتى الظهر يشرب القهوة ويدخن السجائر. ثم قام، بحسب أقواله، بتسجيل مقطع فيديو على هاتفه المحمول وهو يؤدي قسم الولاء لتنظيم “داعش”، غير أنه لم ينشره لأنه كان يعتقد بأنه سيُقتل خلال الهجوم، وأن الشرطة ستعثر على الفيديو وتنشره لاحقًا.

كباب وسجائر ثم هجوم دموي

حوالي الساعة 13:30، غادر الجاني شقته وكان يحمل سكينًا قابلاً للطي اشتراه قبل ثلاثة أيام من الحادث. تجول لبعض الوقت في مركز المدينة، واشترى وجبة كباب، ثم سار عدة مرات في الساحة الرئيسية قبل أن يقف على جسر Draubrücke ويشعر، على حد تعبيره، بـ”القوة”. هناك، فتح السكين وبدأ بطعن المارة بدم بارد.

وقد ذكر خلال استجوابه أنه لا يتذكر ضحاياه، بينما بيّن تقرير الطب النفسي أن الجاني استهدف رجالًا “تجاوزوا مرحلة الطفولة”، وهو ما يتماشى مع توجيهات تنظيم داعش الإرهابي.

تطرف عبر الإنترنت وعزلة اجتماعية

الشاب السوري كان قد دخل النمسا عام 2019، في سن المراهقة، وكان يطمح بالوصول إلى ألمانيا. منذ يناير/كانون الثاني 2021 حصل على صفة لاجئ في النمسا. لديه شقيق يعيش أيضًا في النمسا، بينما تقيم بقية أسرته في ألمانيا. وكان يعيش مع شخصين آخرين في فيلاخ.

حسب تصريحاته، لم يكن يرتاد المساجد، بل كان يستقي أفكاره الدينية من الإنترنت. وأوضح أنه انضم إلى “داعش” قبل الهجوم بثلاثة أشهر فقط، وعمد حينها إلى قطع جميع علاقاته الاجتماعية، وقال إنه استلهم فكرة الهجوم بعد مشاهدته مقطع فيديو تحريضي قبل أربعة أيام فقط من تنفيذه الجريمة.

عقلانية كاملة ودوافع دينية

خلص تقرير الخبراء النفسيين إلى أن الجاني كان بكامل وعيه وقدرته على التمييز وقت ارتكاب الجريمة، وأن أفعاله لم تكن نتيجة اضطراب نفسي، بل كانت بدوافع دينية متطرفة. النيابة العامة في كلاغنفورت (Klagenfurt) لا تشتبه بوجود شركاء أو متواطئين، وتعتبر المهاجم “ذئبًا منفردًا”.

وفي صورة التقطت له فور توقيفه، بدا الجاني مبتسمًا، وقد برر ابتسامته بقوله: «ابتسمت لأنني اعتقدت أن الشرطة ستطلق النار عليّ وسأصعد إلى السماء شهيدًا».

ولا يزال الشاب رهن الحبس الاحتياطي حتى الآن، بانتظار محاكمته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى