دراسة تكشف أن أكثر من ثلث النمساويين لا يريدون جاراً مسلم

أظهر تقرير جديد عن تطور اليمين المتطرف في النمسا، والذي أعده أرشيف المقاومة النمساوية (DÖW)، نتائج مثيرة للقلق حول المواقف السائدة في المجتمع النمساوي. وفقًا للتقرير، الذي استند إلى دراسة شملت 2,198 شخصًا في أبريل ومايو 2024، أشار حوالي 10٪ من المشاركين إلى تبني مواقف يمينية متطرفة واضحة. كما أظهرت الدراسة أن أكثر من ثلث السكان يرفضون العيش بجانب المسلمين.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تم تقسيم المشاركين في الاستطلاع بناءً على إجاباتهم على مجموعة من الأسئلة التي تعكس مواقف عنصرية ومتطرفة، مثل “شعبنا متفوق بالفطرة على الشعوب الأخرى”، أو “أتمنى أن يكون هناك رجل قوي في رأس الدولة لا يهتم بالبرلمان”. استنادًا إلى هذه الإجابات، تم تصنيف المشاركين إلى فئتين: الأولى تضم الأشخاص الذين أظهروا مواقف يمينية متطرفة بشكل واضح، والثانية تضم أولئك الذين لم يبدوا أي توجهات مشابهة.

في تصريحاته خلال مؤتمر صحفي، قال أندرياس كرانبيتر، مدير DÖW، إن الهدف من هذا الاستطلاع كان دراسة “الطلب المجتمعي” على الأيديولوجيات اليمينية المتطرفة. وأوضح أن التقرير المقبل سيعالج “العرض” المتعلق بهذه المواقف، مثل تأثير وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة. وأضاف كرانبيتر أن اليمين المتطرف يُعتبر مشكلة خطيرة في النمسا تهدد الديمقراطية.

نتائج الاستطلاع أظهرت أيضًا أن 29٪ من المشاركين الذين أظهروا ميولًا يمينية متطرفة يرون أن حقوق المرأة والمساواة قد تجاوزت الحدود في النمسا. كما أشار أكثر من نصفهم (53٪) إلى أن الحياة أصبحت “ناعمة جدًا”، فيما اعتبر 49٪ منهم أن النمسا هي جزء من “الأمة والثقافة الألمانية”. كما عبّر 36٪ من المشاركين عن رفضهم العيش بجانب المسلمين، بينما رفض 38٪ العيش بجانب الروم أو السينتي.

وفيما يتعلق بسياسات الهجرة، أيد 70٪ من الذين أظهروا ميولًا يمينية متطرفة فكرة “العودة الشاملة” للمهاجرين، وهي الفكرة التي تدعو إليها بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة، وأيد 50٪ من سكان النمسا هذه الفكرة أيضًا. كما أيد 29٪ من السكان أن يتم منع المسلمين من الهجرة إلى النمسا.

ومن ناحية أخرى، أظهرت الدراسة أيضًا زيادة في معاداة السامية المرتبطة بإسرائيل، حيث يرى 42٪ من السكان أن “سياسة إسرائيل في فلسطين مشابهة لسياسة النازيين في الحرب العالمية الثانية”، وهو تصريح يمكن أن يقع ضمن نطاق القوانين المناهضة للتحريض في النمسا. وأوضح كرانبيتر أن معاداة السامية من اليمين المتطرف في النمسا لا ينبغي التقليل من شأنها، مؤكدًا أن تقريره يثبت وجودها.

أظهرت الدراسة أيضًا انتشار بعض نظريات المؤامرة، حيث اعتقد 51٪ من المشاركين أن الإعلام يقوم “بتضليل” الناس بشكل منهجي، و47٪ يعتقدون أن هناك منظمات سرية تتحكم في السياسة. كما يعتقد 29٪ أن جائحة كورونا كانت مؤامرة لإعادة تشكيل المجتمع.

وفيما يتعلق بالانتخابات المقبلة، أشار التقرير إلى أنه إذا ذهب فقط أولئك الذين يتبنون مواقف يمينية متطرفة إلى صناديق الاقتراع، فإن حزب الحرية النمساوي (FPÖ) كان سيفوز بأغلبية مطلقة، حيث كان 58٪ من هذه المجموعة سيصوتون له. وفي المرتبة الثانية كان الحزب الاشتراكي (SPÖ) بنسبة 17٪، يليه حزب الشعب النمساوي (ÖVP) بنسبة 11٪.

وأعربت سابين شاتز، المتحدثة باسم الحزب الاشتراكي النمساوي (SPÖ) في مجال ثقافة الذاكرة، عن قلقها من نتائج هذه الدراسة، وأكدت على ضرورة اتخاذ إجراءات وطنية ضد معاداة السامية، مطالبة بوضع خطة عمل وطنية لمكافحة هذه الظاهرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى