شخصيات سياسية نمساوية تودّع “باني الجسور” البابا فرنسيس

أعربت النمسا عن حزنها العميق لوفاة البابا فرنسيس، حيث وصفه الرئيس النمساوي Alexander Van der Bellen بأنه “مصدر إلهام لملايين المؤمنين ولمن هم أبعد من ذلك بكثير” و”منارة أمل”، مشيدًا بإرثه الإنساني والروحي. كما صدرت بيانات تعزية من مختلف الأحزاب السياسية، وعبّر الأساقفة عن تأثرهم البالغ.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، قال Van der Bellen إن البابا الراحل كان “بابا العدالة الاجتماعية” وكان “قريبًا جدًا من الناس”. وأشار إلى زيارته إلى جزيرة Lampedusa الإيطالية للقاء اللاجئين وتكريمه لضحايا البحر الأبيض المتوسط، وإلى جهوده لحماية الخليقة، ومنها تمكين المشردين من استخدام مرافق الاستحمام بالقرب من ساحة القديس بطرس (Petersplatz)، فضلًا عن إدانته الصريحة للكلمات والإيماءات اللاإنسانية.

وتابع Van der Bellen: “الآية الإنجيلية: كنت غريبًا فآويتموني لم تكن مجرد اقتباس علني منه، بل عاشها فعليًا”، مشيرًا إلى أن فرنسيس لم يغض النظر عن المعاناة قط، بل سلط الضوء حيثما رأى خطرًا على كرامة الإنسان. وأضاف: “بالنسبة لي، سيظل اسم فرنسيس مرادفًا للقرب والإنسانية”.

المستشار Stocker: “فقدان مؤلم”

وصف المستشار النمساوي Christian Stocker (من حزب ÖVP) وفاة البابا بأنها “خسارة مؤلمة للكنيسة الكاثوليكية وللعديد من الناس حول العالم”. وفي بيان رسمي، أشاد بـ”جهوده التي لا تعرف الكلل من أجل السلام والعدالة والتسامح”، مضيفًا أن “دوره في بناء الجسور بين الأمم والأديان والثقافات ألهم عددًا لا يُحصى من الناس”. كما أشار إلى أن “إيمانه وتواضعه وخدمته للمستضعفين سيبقى إرثًا خالدًا”.

بدورها، كتبت وزيرة شؤون الأديان في المستشارية Claudia Plakolm (ÖVP) على تويتر أن فرنسيس ألهم العديد من البشر بتواضعه وجهوده من أجل العدالة والحوار المنفتح مع الجميع.

Babler: “العالم يفقد باني جسور”

رأى زعيم الحزب الاشتراكي النمساوي Andreas Babler في منشور له على منصة X أن العالم “يفقد بوفاة البابا ليس فقط قائدًا كنسيًا، بل باني جسور كان معروفًا بلقائه الناس على قدم المساواة”. وأضاف أنه “كافح من أجل الإصلاح والتجديد ولم يتعب يومًا من اتخاذ مواقف واضحة ومواجهة الظلم”، وأن صوته القوي من أجل العدالة وحقوق الإنسان وحقوق الطفل والتضامن الاجتماعي كان مصدر قوة للكثيرين.

من جهته، كتب عمدة فيينا Michael Ludwig (SPÖ) أن البابا ألهم كثيرين من خلال التزامه بالعدالة الاجتماعية وبناء عالم متضامن، مشيرًا إلى أن “مواقفه الواضحة تجاه القضايا العالمية كانت مزعجة للبعض، لكنها ضرورية”.

Kickl: “تأثر عميق”

قال زعيم حزب الحرية النمساوي Herbert Kickl في بيان صحفي إنه “تأثر بعمق” لوفاة البابا، معتبرًا أن العالم خسر ليس فقط رأس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، بل أيضًا “سلطة أخلاقية بارزة في عصرنا”. وأشاد بمواقفه الواضحة ضد الإقصاء والفقر وتدمير البيئة، إضافة إلى نداءاته الدائمة من أجل السلام والحوار، والتي “كان لها أثر عالمي”.

Kogler وMeinl-Reisinger: تكريم البابا

في بيان صادر عنه، أكّد المتحدث الفيدرالي باسم حزب الخضر Werner Kogler أن العالم خسر برحيل البابا “مرجعًا روحيًا وأخلاقيًا كبيرًا”. ووصفه بـ”البابا القادم من الطرف الآخر من العالم”، مشيرًا إلى أن مسيرته تميزت بالإنسانية العميقة والالتزام القوي بالعدالة والتماسك الاجتماعي. كما أثنى على التزامه الواضح والدائم بحماية البيئة والمناخ.

من جانبها، كتبت وزيرة الخارجية وزعيمة حزب NEOS Beate Meinl-Reisinger على تويتر أن البابا فرنسيس كرس نفسه لإصلاح الكنيسة وللسلام.

الأساقفة: البابا كان “عظيمًا”

في بيان مشترك، أعرب أساقفة النمسا وممثلو الكنائس حول العالم عن حزنهم العميق لوفاة رأس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. وقال رئيس مؤتمر الأساقفة النمساوي المطران Franz Lackner: “لقد كان صوتًا من أجل السلام في عالم تمزقه الحروب، وكان يبكي علنًا من أجل معاناة الأبرياء”.

كما عبّر ممثلو الحركات الكاثوليكية العلمانية وممثلو ديانات أخرى عن تأثرهم الكبير بوفاة البابا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى