كاردينال النمسا يدعو لمزيد من الموضوعية في قضايا الهجرة بناء الجسور مع الإسلام دون سذاجة

دعا الكاردينال كريستوف شونبورن، الذي سيغادر منصبه كرئيس أساقفة فيينا في نهاية يناير، إلى تناول قضية الهجرة بمزيد من الموضوعية، مشددًا على ضرورة بناء جسور مع الإسلام دون السقوط في السذاجة، جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج “Pressestunde” الذي تبثه محطة ORF يوم الأحد.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أكد شونبورن على أهمية وضوح التعامل مع المهاجرين، مشيرًا إلى أن عليهم الالتزام بالقيم الأساسية للديمقراطية والإقرار بالانتماء إلى النمسا. وأضاف: “مفهوم الهوية والدولة والدين في الإسلام بشكله الحالي لم يعد مقبولاً لدينا”، داعيًا المسلمين في النمسا إلى احترام كونهم مواطنين في المقام الأول، مع ضمان ممارسة دينهم بحرية، ولكن مع احترام الأديان الأخرى.

الفصل بين الدين والسياسة

شدد الكاردينال على أن الكنيسة الكاثوليكية نفسها مرت بتجارب تعلمت من خلالها الفصل النسبي بين الدين والسياسة، وهو ما أتاح الحريات المدنية، مثل حرية الدين والضمير والتجمع.

النمسا بحاجة إلى الهجرة

وأشار شونبورن إلى أن النمسا تعتمد على الهجرة بسبب الوضع الديموغرافي، مشيرًا إلى أن رعاية كبار السن، مثل خدمات الرعاية على مدار الساعة، غير ممكنة دون الهجرة. ودعا إلى التفريق بين قضايا الهجرة العامة وقضايا اللاجئين، مؤكدًا ضرورة معاملة الجميع بما يتماشى مع مبادئ الكرامة الإنسانية.

دور النساء في الكنيسة

أكد الكاردينال أن مسألة منح النساء حق تولي الكهنوت ستظل قيد النقاش، حتى بعد انتهاء السينودس الأخير. وأشار إلى أن العديد من النساء يشغلن حاليًا مناصب قيادية داخل الكنيسة، موضحًا أنه لا يمانع قيادة النساء للجماعات الكنسية، لكنه شدد على أن منصب الكاهن يبقى مرتبطًا بالتقليد الكاثوليكي الذي يقتصر على الرجال منذ 2000 عام.

دعوة للمزيد من الحقوق

طالبت “الحركة الكاثوليكية في النمسا” (KAÖ) بزيادة الحقوق التشاورية على مستوى قيادة الكنيسة. ودعت إلى إلزامية الشفافية والمساءلة في عملية اتخاذ القرارات، بما في ذلك تعيين الأساقفة، كما انتقدت ضعف دور مجالس الرعية في اتخاذ القرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى