مظاهرات متزامنة في مدن النمسا الكبرى ترفض تشكيل حكومة بمشاركة اليمين المتطرف
فيينا – INFOGRAT:
شهدت عدة مدن في النمسا، مساء الخميس، مظاهرات حاشدة احتجاجًا على دخول حزب الشعب النمساوي (ÖVP) في مفاوضات رسمية لتشكيل حكومة اتحادية مع حزب الحرية النمساوي (FPÖ).
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، وفقًا لتقارير الشرطة، تجمع حوالي 500 شخص في Innsbruck استجابة لدعوة تحالف Innsbruck gegen rechts، حيث بدأت المظاهرة عند الساعة السادسة مساءً في منطقة Annasäule بشارع Maria-Theresienstraße، تحت شعار رفض تشكيل ما وصفوه بـ”حكومة فاشية”. وأفادت الشرطة بأن الاحتجاجات في إنسبروك اتسمت بالسلمية، تخللتها مسيرة في شوارع المدينة.
وفي العاصمة Wien، احتشد حوالي 25 ألف شخص في ساحة Ballhausplatz أمام المستشارية النمساوية، بدعوة من منظمات غير حكومية مثل Volkshilfe وGreenpeace وSOS Mitmensch، تحت شعار “إنذار للجمهورية”. شكل المحتجون سلسلة بشرية تعبيرًا عن رفضهم لتحالف حزبي الشعب والحرية، مؤكدين أن مثل هذه الحكومة تهدد القيم الديمقراطية.
مدينة Salzburg شهدت هي الأخرى مظاهرة كبيرة شارك فيها نحو 500 شخص، بينما أشار المنظمون إلى أن العدد تجاوز 1,000 مشارك. انطلقت المظاهرة من محطة القطارات الرئيسية في المدينة في تمام الساعة السادسة مساءً، حيث ألقيت خطابات من قبل ممثلي منظمات مثل Omas gegen Rechts وFridays for Future، اللتين أكدتا معارضتهما القوية لتشكيل حكومة سوداء-زرقاء. كما تم تنظيم سلسلة بشرية كجزء من الاحتجاجات التي أقيمت تحت شعار “سالزبورغ تحتج ضد حكومة سوداء-زرقاء”.
انتقادات واسعة لحزب الشعب النمساوي (ÖVP)
وجهت المتحدثة باسم تحالف الاحتجاجات في سالزبورغ، Benita Kogler، انتقادات حادة لحزب الشعب، متهمة إياه بـ”الكذب” على الناخبين، حيث قالت: “وعد الحزب خلال حملته الانتخابية بعدم التعاون مع FPÖ، لكنه خالف هذا الوعد بشكل صارخ. حزب الشعب فقد كل مصداقيته”. كما أعربت عن خيبة أملها تجاه الأحزاب المعارضة الأخرى، مثل الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) والنيوس (NEOS)، واصفة إياهم بأنهم يساهمون في “زعزعة استقرار الديمقراطية” بإنهاء مفاوضاتهم مع حزب الشعب.
مظاهرات متزامنة ومستمرة
إلى جانب فيينا، إنسبروك، وسالزبورغ، شهدت مدينة Graz أيضًا احتجاجات واسعة ضد تشكيل الحكومة المحتملة. وأكدت منظمات حقوقية وسياسية أنها ستواصل تنظيم المزيد من المظاهرات في الأيام المقبلة، بهدف التصدي لأي تحالف بين حزبي الشعب والحرية، الذي يصفه المحتجون بأنه يشكل خطرًا على مستقبل الديمقراطية في البلاد.