90.000 شخص في النمسا مصابون بالفصام

فيينا – INFOGRAT:
يُصيب الفصام حوالي واحد من كل مئة شخص في النمسا، أي ما يعادل 90.000 شخص، وهذه الحالة النفسية الشديدة تظهر عادة لأول مرة في مرحلة الشباب البالغ، حيث تبدأ الحدود بين الواقع والخيال بالاختفاء، ويشعر الشخص بأن نفسه غريبة عنه، وتتغير رؤيته للأشياء. غالبًا ما يُنظر إلى الأمور اليومية على أنها مؤامرة أو تهديد، وتعد الهلاوس، والأوهام، والمخاوف من الاضطهاد، والقلق من الأعراض الشائعة لهذا المرض.
وبحسب صحيفة derstandard النمساوية، تعود أسباب الفصام إلى وجود خلل في توازن الناقلات العصبية في الدماغ، مما يعيق معالجة المعلومات ويؤدي إلى حدوث الهلاوس، ومع ذلك، لا يزال العلماء غير متأكدين تمامًا من كيفية حدوث الفصام، ويُعتقد أن العوامل الوراثية تلعب دورًا كبيرًا في تطور المرض، حيث يكون للأطفال الذين يعاني أحد والديهم من الفصام احتمال أكبر للإصابة بالمرض مقارنة بالأشخاص غير المعرضين لهذه الوراثة (12% مقابل 0.5-1% في الفئة غير المعرضة) لكن 80% من المصابين بالفصام ليس لديهم تاريخ وراثي لهذا المرض.
علاوة على ذلك، أظهرت الفحوصات التصويرية تغييرات في بنية الدماغ لدى المصابين بالفصام، خاصة في النظام الحوفي، بينما لم تثبت الدراسات العلمية أن العوامل الأسرية أو الاجتماعية مثل التربية السيئة تكون من أسباب الفصام، لكن من المعروف أن طريقة التواصل داخل الأسرة يمكن أن تؤثر على تطور المرض. كما أن الأحداث الحياتية الهامة مثل الانتقال إلى مكان جديد أو الطلاق أو تغيير العمل يمكن أن تساهم في ظهور نوبة حادة من الفصام.
تحسن في علاج المرض
يمكن علاج الفصام بشكل جيد اليوم، على الرغم من أنه لا يمكن دائمًا شفاؤه. يتم استخدام الأدوية المضادة للذهان لتحقيق التوازن في الناقلات العصبية في الدماغ. ومن المهم للغاية أن يتناول المرضى الأدوية بانتظام، حيث إن عدم تناولها قد يؤدي إلى نوبات ذهانية. ومع ذلك، يواجه العديد من المرضى صعوبة في تناول الأدوية يوميًا، ويعزو الطبيب جورج بوسوتا، رئيس قسم الخدمات النفسية والاجتماعية في فيينا، ذلك إلى غياب الوعي بالمرض أو الهلاوس التي قد تدفع المرضى إلى رفض تناول الأدوية.
وأشار بوسوتا إلى أن الأدوية المضادة للذهان التي تحتوي على تأثير مستمر (Depot) أصبحت متاحة الآن. تُعطى هذه الأدوية حسب المادة الفعالة، وقد يتم تناولها كل 14 يومًا أو شهريًا أو حتى كل ثلاثة أشهر، حيث تعمل هذه الأدوية بشكل ثابت طوال تلك الفترة. وأضاف بوسوتا: “تتيح هذه الأدوية راحة أكبر في الحياة اليومية للمرضى، لأن تكرار تناولها أقل ويقلل من التدخل في حياتهم اليومية. بذلك، لا يتعين على المريض اتخاذ قرار يومي بشأن تناول الدواء، وبالتالي لا يواجه المواجهة اليومية مع شعوره بأنه مريض”.
وأكد بوسوتا أنه مع تطور الأدوية المضادة للذهان، أصبح بإمكان الأطباء الآن وصف الأدوية التي تستمر لمدة شهرين، مما يمنحهم المزيد من الخيارات لتحديد العلاج الأنسب لكل مريض.