أصوات منتقدي أردوغان تتصاعد مع وصوله إلى برلين

بموازاة لوصول الرئيس التركي اليوم الخميس إلى برلين في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، المعارضة الألمانية تصعد من لهجتها تجاه أردوغان، وترفض تطبيع العلاقات معه من دون تحسين الوضع الحقوقي في تركيا.

من أبرز الانتقادات التي وجهت للرئيس التركي رجب أردوغان اليوم الخميس (27 سبتمبر/ أيلول) الصادرة عن رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب اليسار الألماني المعارض التي اتهمت الأخير بدعم جماعات إرهابية.

وقالت زارا فاغنكنشت في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن “الرئيس أردوغان وحكومته يتعاونان مع جماعات إرهابية إسلامية”، لافتة أن تركيا تمد هذه جماعات في سوريا بالسلاح، وهوما اعتبرته “تطورا مخيفا”.

وانتقدت فاغنكنشت التكريم الخاص المعد للرئيس التركي موضحة: “أرى أنه من الصائب الإبقاء على الحوار…ولكنه أمر سخيف تماما استقبال شخص يهدم في بلاده الديمقراطية ويؤسس ديكتاتورية إسلامية، بالسجادة الحمراء وبكل مراتب الشرف. فبذلك يتم تعزيز ظهر أردوغان”.

وربطت السياسية اليسارية البارزة بين تطبيع العلاقات بين ألمانيا وتركيا وبين “تطبيع العلاقات داخل تركيا”. وأضافت قائلة: “إذا ظهر حاليا أن أردوغان يصوب نهجه  بشكل جدي ويطلق سراح منتقدي نظام الحكم وألا يكون هناك أية اعتقالات وحالات اضطهاد أخرى، فسيكون من المناسب بالتأكيد أيضا أن تعود الأمور في تركيا الى  طبيعتها”.

 أما حزب الخضر، فقد طالب المستشارة أنغيلا ميركل باتخاذ موقف واضح. وفي مقابلة لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) قال أنتون هوفرايتر رئيس الكتلة البرلمانية للحزب: “لا يمكن أن تكون هناك مساعدات قبل أن تسود الظروف الديمقراطية مرة أخرى في تركيا وقبل أن تعود دولة القانون وحرية الصحافة”.

ورأى هوفرايتر أن تركيا استخفت بعلاقاتها مع جميع الشركاء وأصبحت تعاني من ضغط اقتصادي مضيفا: “لابد أن تستغل الحكومة الألمانية ذلك لإجبارها على انتهاج سياسة جديدة فيما يتعلق بحرية الصحافة والرأي والحرب على الأكراد والتجسس على ذوي الأصول التركية في ألمانيا من خلال أئمة المساجد”.

وشدد السياسي الألماني على ضرورة عدم دخول ألمانيا في مباحثات مع تركيا بشأن توسيع الاتحاد الجمركي بين البلدين طالما لم يتغير شيء بالنسبة لهذه القضايا.
“توقعات” أردوغان من ألمانيا

ومن جهته دعا الرئيس التركي ألمانيا إلى “فتح صفحة جديدة” في العلاقات السياسية المتوترة مع بلاده. وفي ركن للرأي بصحيفة “فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ” الألمانية الصادرة اليوم الخميس، وجه اردوغان عدة مطالب إلى الحكومة الألمانية تحت عنوان ” توقعات من ألمانيا”.
وكتب اردوغان:” أرى أننا ملزمون باستئناف علاقاتنا بطريقة يحكمها العقل  على أساس مصالح الجانبين، وبعيدا عن التخوفات غير العقلانية”، واشار إلى ” النهج الأحادي الجانب وغير المسؤول للحكومة الأمريكية”، ودعا إلى التكاتف من أجل ” حماية كل الدول” ولمنع الصراعات التجارية المدمرة.
وشكا أردوغان من أن “التطرف اليميني الآخذ في القوة” و”العنصرية المؤسسية” يمثلان أكبر الأخطار بالنسبة للنظام الأساسي الديمقراطي الحر في أوروبا. وتابع أن “معاداة الإسلام تمثل في بعض الأحيان العائق الأكبر أمام مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي”.
وأوضح أردوغان أنه ينتظر من الحكومة الألمانية دعم تركيا في حربها على حزب العمال الكردستاني المحظور (بي كيه كيه)، و حزب التحرر الشعبي الثوري اليساري المتطرف وحركة الداعية فتح الله جولن الذي تحمله أنقرة المسؤولية عن محاولة الانقلاب العسكرية الفاشلة في تموز/يوليو .2016

وتتهم أنقرة الحركة بتدبير الانقلاب الفاشل في عام 2016. وكانت ألمانيا رفضت الطلب من قبل قائلة إنها بحاجة لمزيد من البراهين التي تربط شبكة أتباع رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة، التي تطلق عليها تركيا تنظيم كولن الإرهابي، بالمحاولة الفاشلة للإطاحة بالحكومة التركية.

DW

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى