فيلاخ تودّع ضحية الإرهاب في مسيرة تأبين ضخمة بحضور كبار المسؤولين

فيينا – INFOGRAT:
شهدت مدينة فيلاخ، مساء الثلاثاء، مسيرة تأبين ضخمة وجنازة رسمية تحت إجراءات أمنية مشددة، تكريمًا لذكرى الفتى البالغ من العمر 14 عامًا، الذي قُتل في الهجوم الإرهابي الذي وقع يوم السبت الماضي، وشارك في الحدث كبار المسؤولين السياسيين في البلاد، من بينهم المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الذي جاء خصيصًا من فيينا للمشاركة في المراسم.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، بدأت المراسم عند الساعة 18:00 مساءً، حيث دقّت جميع أجراس كنائس فيلاخ لمدة أربع دقائق إيذانًا بانطلاق المسيرة التي شارك فيها أكثر من 4,000 شخص، بينهم مواطنون ومسؤولون رسميون. ومرّ الموكب بنصب تذكاري مؤقت، حيث وُضعت أكاليل الزهور، قبل أن يواصل طريقه عبر ساحة فيلاخ الرئيسية وصولًا إلى كنيسة المدينة الرئيسية، حيث أقيم قدّاس جنائزي بحضور رئيس حكومة ولاية كيرنتن بيتر كايزر، وعمدة فيلاخ غونتر ألبيل، إضافة إلى شخصيات سياسية أخرى من الحكومة الاتحادية والولاية.
دعوات للوحدة والتسامح خلال القداس
في خطبته، عبّر المشرف الكنسي مانفريد زاور عن حزنه العميق لفقدان الفتى البريء، واصفًا مقتله بـ “إطفاء شعلة حياة كما تُطفأ الشمعة” وأشار إلى التناقض الصارخ بين الظلام والنور، في إشارة إلى المفارقة بين منفذ الهجوم وبين المواطن الذي تصدّى له.
أما رئيس الأساقفة جوزيف ماركتز، فتوجّه برسالة خاصة إلى الشباب، داعيًا إلى عدم الانجرار وراء الكراهية، مؤكدًا أن “الحقد يسمّم الأمل، وإذا زال الأمل، زالت معه القدرة على الحياة”.
شالينبرغ: “لن نسمح للإرهاب بزرع الخوف في مجتمعنا”
في كلمته أمام الحضور، شدد المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ على أن الهجوم كان “اعتداءً مباشرًا على قيمنا الأساسية، ونمط حياتنا، وحريتنا”، مضيفًا: “الإرهاب يسعى لتقسيمنا عبر زرع الخوف، لكنه لن ينجح. مجتمعنا أقوى من ذلك”.
وأكد شالينبرغ أن النمسا لن تتسامح مع الإرهاب الإسلاموي، قائلاً: “في إطار دفاعنا عن قيم التسامح، لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بالتسامح مع التعصب” كما أشار إلى ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية جديدة لتعزيز الأمن وحماية المواطنين.
وأثنى المستشار على الرجل السوري علاء الدين الحلبي، الذي أوقف المهاجم بسيارته، مشيدًا بتصرفه البطولي، قائلاً: “ما قام به هذا الرجل يعكس جوهر مجتمعنا: الشجاعة، الدفاع عن القيم، وحماية التعددية والحرية”.
تأمين مكثّف خلال المراسم
نُفذت المراسم وسط إجراءات أمنية مشددة، مع انتشار أعداد كبيرة من رجال الشرطة، واستخدام طائرات مسيرة ومروحية لمراقبة المنطقة، كما شاركت وحدات القوات الخاصة “كوبرا”، إلى جانب عناصر من الشرطة الاتحادية وفرق الكلاب البوليسية، لضمان سير الفعالية دون أي تهديدات أمنية.
الجالية المسلمة تصلي من أجل الضحايا
في بادرة تضامنية، دعت الهيئة الإسلامية في النمسا (IGGÖ) إلى إقامة صلاة خاصة من أجل الضحايا، حيث سيُعقد دعاء مشترك يوم الجمعة 21 فبراير في المركز الثقافي البوسني بفيلاخ، بحضور رئيس الهيئة الإسلامية، أوميت فورال، كما ستُخصص جميع خطب الجمعة في مساجد النمسا للدعاء لأرواح الضحايا وعائلاتهم.