الانتخابات المبكرة احتمال وارد.. الرئيس النمساوي يحدد 4 خيارات بعد فشل المفاوضات

ألقى الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين مساء اليوم خطابًا تناول فيه تطورات الأزمة السياسية في البلاد بعد انهيار مفاوضات تشكيل الحكومة بين حزب الشعب (ÖVP) وحزب الحرية (FPÖ)، وأكد أن هناك عدة خيارات متاحة للخروج من هذا المأزق السياسي، مشيرًا إلى أن مهمته الأساسية هي ضمان وجود حكومة قادرة على العمل.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، بدأ فان دير بيلين خطابه بالإشارة إلى أن الثقة بين الأحزاب السياسية وصلت إلى مستوى منخفض، مما أدى إلى توقف المفاوضات وتعثر إمكانية التوصل إلى حل. وقال:

“إن عملية التفاوض ليست منافسة، بل يجب أن تكون سعيًا مشتركًا نحو إيجاد حلول لصالح الدولة ككل. المشكلة تكمن في أن كل طرف يعتقد أنه يتحدث باسم الجميع، وهو ما يؤدي إلى غياب التواضع أمام آراء الآخرين.”

وأضاف أن مفهوم التوافق والتسويات السياسية أصبح في موضع شك في المشهد السياسي الحالي، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة كانت واضحة في جميع مراحل المفاوضات الفاشلة بين الحزبين.

خيارات المرحلة المقبلة: انتخابات جديدة أم حكومة مؤقتة؟

في حديثه عن السيناريوهات المحتملة بعد فشل المفاوضات، عدد فان دير بيلين أربعة خيارات رئيسية:

  1. إجراء انتخابات جديدة: وهو الخيار الذي يتطلب عدة أشهر للتحضير والتنفيذ، مما يعني أن البلاد ستظل لفترة طويلة بدون حكومة مستقرة.
  2. تشكيل حكومة أقلية: حيث تتولى حكومة مشكلة من حزب واحد أو تحالف ضعيف الحكم، لكن هذا الخيار يتطلب دعمًا برلمانيًا لضمان تمرير القوانين.
  3. تشكيل حكومة خبراء (تكنوقراط): وهي حكومة غير حزبية تتكون من شخصيات مستقلة ومتخصصة، تشرف على إدارة البلاد مؤقتًا حتى يتم التوصل إلى توافق سياسي.
  4. إعادة فتح باب المفاوضات: رغم إعلان فشل المحادثات بين FPÖ وÖVP، إلا أن الرئيس أشار إلى أن هناك إمكانية لإيجاد تحالف جديد داخل البرلمان، بما في ذلك احتمال تشكيل حكومة تضم أحزابًا أخرى.

وأكد فان دير بيلين أنه سيبدأ مشاورات مع الأحزاب السياسية خلال الأيام المقبلة لتحديد الخيار الأفضل لمستقبل البلاد، مشددًا على ضرورة تجاوز الخلافات الشخصية والحزبية لضمان استقرار النمسا.

كيكل يرفض التحالف مع الحزب الاشتراكي

في خطوة قد تزيد من تعقيد المشهد السياسي، كشف فان دير بيلين أنه سأل زعيم حزب الحرية، هربرت كيكل، عما إذا كان مستعدًا لتشكيل حكومة مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ)، لكن كيكل رفض هذا الطرح بشكل قاطع.

وتعكس هذه التصريحات مدى عمق الانقسامات السياسية في النمسا، حيث يبدو أن إمكانية التوصل إلى تحالف بديل لا تزال ضعيفة في ظل مواقف الأحزاب المتشددة.

“لدينا حكومة الآن.. وسنحصل على حكومة جديدة”

وفي ختام خطابه، حاول فان دير بيلين طمأنة المواطنين، مؤكدًا أن النمسا لن تبقى دون حكومة رغم الأزمة الحالية. وقال:

“لدينا حكومة الآن، وسنحصل على حكومة جديدة. هذه ليست أول مرة تواجه فيها البلاد صعوبة في تشكيل الحكومة، ولن تكون الأخيرة. المهم هو أن نجد المسار الصحيح لضمان استقرار الدولة.”

وبعد هذه التصريحات، اختتم فان دير بيلين خطابه قائلاً: “شكرًا لكم على اهتمامكم، وإلى اللقاء”، ثم اختفى خلف الباب الأحمر المغطى بالمخمل داخل القصر الرئاسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى