السفارة الإسرائيلية في فيينا تتهم هاينز فيشر بـ”تشجيع المتطرفين” بعد انتقاده للحرب في غزة

فيينا – INFOGRAT:
اتهمت السفارة الإسرائيلية في فيينا الرئيس النمساوي السابق هاينز فيشر بـ”تشجيع المتطرفين”، على خلفية انتقاده العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، كما أدانت الطائفة اليهودية الرسمية في النمسا (Israelitische Kultusgemeinde) هذه التصريحات، واعتبرتها إنكاراً لمجازر حركة “حماس” وترويجاً لمعاداة السامية.
وبحسب صحيفة derstandard النمساوية، دعا الرئيس النمساوي الأسبق هاينز فيشر الحكومة النمساوية مؤخراً إلى إصدار موقف رسمي يدين العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، مؤكداً أنه “لا ينبغي غض الطرف عنها، كما لا يمكن التغاضي عمّا يحدث في أوكرانيا”، إلا أن هذه التصريحات أثارت ردود فعل حادة من قبل كل من الطائفة اليهودية الرسمية في النمسا (Israelitische Kultusgemeinde – IKG) والسفارة الإسرائيلية في فيينا، اللتين وصفتا تصريحاته بأنها تشجيع للتطرف وإنكار للفظائع التي ارتكبتها حركة “حماس”.
وجه الأمين العام للطائفة اليهودية الرسمية، بنيامين نيغيله (Benjamin Nägele)، في حديث لصحيفة Die Presse، انتقاداً لاذعاً للرئيس السابق، قائلاً: “للأسف، يظهر الرئيس الأسبق هاينز فيشر كصديق لليهود القتلى فقط، فهو يُظهر حزنه في أيام الذكرى بشكل رمزي، أما عندما يتعلق الأمر باليهود الأحياء، فإنه يرسل لهم رسالة مفادها أن عليهم الاستسلام للاختطاف والاغتصاب والقتل دون مقاومة”.
واتهم نيغيله فيشر بالتستر على “المجزرة الإبادة الجماعية” التي ارتكبتها منظمة حماس، وأضاف أن “اتهامه لإسرائيل بأنها مسؤولة عن تصاعد معاداة السامية في النمسا يعكس مستوى غير مسبوق من الجهل، وهو بذلك يستخدم واحدة من أقدم الصيغ المعادية للسامية”.
من جانبها، أصدرت السفارة الإسرائيلية في فيينا بياناً حاداً عبر منصة “إكس” (X)، اعتبرت فيه أن تصريحات فيشر “مخزية”، إذ قالت: “الاستناد إلى الهولوكوست من أجل توجيه اللوم لدولة إسرائيل في محنتها هو أمر مخزٍ، هذه الكلمات لا تعزز السلام، بل تشجع المتطرفين”، وأضافت السفارة أن “تصوير دفاع إسرائيل ضد منظمة إرهابية تسعى للإبادة على أنه جريمة حرب، يُعد تضليلاً أخلاقياً بالغ الخطورة”.
وكان فيشر قد صرح في مقابلة مع وكالة الأنباء النمساوية (APA) أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى جانب ما وصفه بـ”القيادة الحربية اليمينية المتطرفة، التي تتخذ من الصهيونية شعاراً”، يقود حرباً ضد سكان قطاع غزة، وهو ما أثار “غضبه وامتعاضه”، بحسب تعبيره.
وفي سياق الرد، أضافت السفارة الإسرائيلية: “يتحدث فيشر عن حقوق الإنسان، لكنه يتجاهل أبسط تلك الحقوق، وهو حق إسرائيل في حماية مواطنيها من المجازر والاغتصاب والاختطاف والقصف الصاروخي”، وأشارت إلى أن الحرب موجهة ضد حماس، وليس ضد السكان المدنيين في غزة، مضيفةً أن “حماس ترتكب جرائم حرب بشكل منهجي وتستخدم سكانها كدروع بشرية، وتجاهل هذه الحقيقة يشوه الواقع عن عمد”.
وجاءت تصريحات فيشر بعدما وافق المجلس الأمني الإسرائيلي، وفقاً لتقارير إعلامية، يوم الإثنين الماضي على خطة تقضي بـ”احتلال” قطاع غزة وفرض سيطرة دائمة عليه، واعتبر فيشر أن هذه الخطط “يجب أن يُوضع لها حد”، لأنها تساهم في تصاعد معاداة السامية، مشدداً على أهمية الاعتراف بمعاناة الشعب اليهودي، بما في ذلك المحرقة، لكنه أضاف: “كل ذلك لا يبرر التعامل مع البشر، والنساء، والأطفال على النحو الجاري حالياً”.
وكانت الحكومة النمساوية قد علقت يوم الأربعاء على تصريحات فيشر، حيث أكد المستشار النمساوي كريستيان شتوكر (Christian Stocker – ÖVP)، ونائب المستشار أندرياس بابلر (Andreas Babler – SPÖ)، ووزيرة الخارجية بياته ماينل-رايسينغر (Beate Meinl-Reisinger – NEOS)، على الموقف الواضح والمتوازن الذي تتبناه الحكومة تجاه الأزمة.
ويُشار إلى أن الانتقادات الدولية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة اتسمت في الآونة الأخيرة بوصفها بـ”غير المتناسبة”. كما أُحيل كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت (Yoav Gallant)، الذي وصف في بداية الحرب سكان غزة بأنهم “حيوانات بشرية” ودعا إلى إغلاق كامل للقطاع، إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي (IStGH).