الطلاب المهاجرون في النمسا يواجهون فجوة تعليمية واسعة بسبب اللغة والاتعزال الاجتماعي

فشلَ العديد من الأطفال المهاجرين في النمسا في متابعة الدروس بسبب ضعف مهاراتهم في اللغة الألمانية، مما ألقى بظلاله على نظام التعليم في المناطق الحضرية. 

وبحسب صحيفة derstandard النمساوية، أظهرت الإحصاءات الحديثة أن العديد من هؤلاء الأطفال، الذين يأتون من عائلات ذات خلفية تعليمية محدودة، يواجهون تحديات كبيرة في الاندماج داخل النظام التعليمي. وقد أشار المعلمون إلى أن المدارس ليست مهيأة للتعامل مع هذه الصعوبات، حيث يواجه الأطفال الذين عانوا من تجارب لجوء وصدمات حرب، بالإضافة إلى إتقانهم الضعيف للغة، صعوبة كبيرة في متابعة المناهج الدراسية.

وفي مدينة فيينا، أظهرت الأرقام أن 20% من الأطفال في المدارس الابتدائية لا يمتلكون المهارات اللغوية الكافية لمتابعة الدروس. وعند النظر إلى الطلاب الجدد في الصف الأول، تبين أن نسبة الذين يعانون من ضعف في اللغة تصل إلى 44.6%، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالأعوام السابقة. والغريب أن 60.9% من هؤلاء الأطفال وُلِدوا في النمسا، ما يعني أن هذه التحديات تبدأ منذ مرحلة ما قبل المدرسة. على الرغم من وجود سنة حضانة إجبارية للأطفال، إلا أن الكثير منهم لا يتعلمون اللغة الألمانية بشكل كافٍ، حيث ينشأ العديد منهم في مجتمعات مغلقة حيث لا يتم استخدام اللغة الألمانية بشكل كافٍ.

وقد أظهرت الإحصاءات أيضًا أن نقص المهارات اللغوية لا يعد المشكلة الوحيدة التي يعاني منها هؤلاء الأطفال، بل توجد أيضًا فجوات في مهارات أخرى مثل التركيز والانتباه، وهو ما يؤدي إلى التحاق العديد من الأطفال بالمراحل التمهيدية في سن مبكرة. وفقًا لتقرير التعليم الوطني لعام 2021، تبين أن 10.7% من الأطفال في النمسا في سن المدرسة الابتدائية يعانون من نقص في النضج المدرسي، ما يستدعي التحاقهم برياض الأطفال. ومن بين هؤلاء، يعاني ربع الأطفال الذين لا يتحدثون الألمانية كلغة أم من هذه المشاكل، وهي نسبة في تزايد مستمر.

وفيما يتعلق بالتحصيل العلمي، أظهرت نتائج اختبار بيزا الأخير أن الأطفال ذوي الخلفيات المهاجرة يعانون من تأخر في نتائج الرياضيات والقراءة والعلوم مقارنة بأقرانهم النمساويين، حيث يعادل هذا التأخر عامين إلى ثلاثة من التعليم. ورغم أن هذه الفجوة يمكن تفسيرها جزئيًا بحركة اللاجئين الحديثة، فإن 63% من الأطفال المهاجرين في الدراسة وُلِدوا في النمسا.

وأظهرت الدراسات أن حوالي ثلث الشباب المولودين خارج الاتحاد الأوروبي في الفئة العمرية بين 14 و25 عامًا هم من بين المنقطعين عن التعليم قبل الحصول على شهادة الثانوية، في حين أن هذه النسبة بين المولودين في النمسا لا تتجاوز 9%. ويترتب على هذا الوضع عواقب اجتماعية واقتصادية سلبية على هؤلاء الشباب، حيث يواجهون فرصًا أقل في سوق العمل ويعانون من معدلات بطالة أعلى.

وفي ظل هذه الإحصاءات، يدعو الخبراء إلى زيادة الدعم المقدم للمدارس التي تواجه تحديات خاصة بسبب وجود عدد كبير من الأطفال المهاجرين. 

ومن بين الحلول المقترحة: 

تعزيز برامج تعليم اللغة الألمانية، وزيادة عدد المعلمين المتخصصين في تعليم اللغة، وتوسيع برامج المدارس النهارية، بالإضافة إلى توفير بيئة تعليمية أكثر دعمًا وتكيفًا مع احتياجات هؤلاء الأطفال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى