بعد فشل حزب الحرية.. الحزب الاشتراكي وحزب الشعب يسابقان الزمن لتشكيل الحكومة النمساوية

فيينا – INFOGRAT:
أعلن زعيم الحزب الاشتراكي النمساوي (SPÖ) أندرياس بابلر في مقابلة مع برنامج “ZIB2” مساء الخميس أن تشكيل الحكومة الجديدة يجب أن يتم خلال “أسبوعين أو ثلاثة”، مؤكدًا أن الائتلاف الأسود-الأحمر (ÖVP-SPÖ) يجب أن يكون جاهزًا إذا وافق حزب الشعب النمساوي (ÖVP) على ذلك.
الرئيس فان دير بيلين يضع أربع خيارات بعد انهيار المفاوضات
بعد فشل مفاوضات الائتلاف بين حزب الحرية النمساوي (FPÖ) وحزب الشعب النمساوي (ÖVP)، تدخل الرئيس ألكسندر فان دير بيلين في المشهد السياسي مجددًا، حيث طرح مساء الأربعاء أربعة خيارات متاحة لتجاوز الأزمة:
- إجراء انتخابات جديدة.
- تشكيل حكومة أقلية.
- تشكيل حكومة خبراء.
- إيجاد أغلبية برلمانية تدعم حكومة ائتلافية.
وفي يوم الخميس، استقبل فان دير بيلين مجددًا قادة الأحزاب السياسية، بمن فيهم ممثلو حزب الشعب النمساوي (ÖVP)، والحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ)، وحزب نيوس (NEOS)، وحزب الخضر، بينما كان زعيم حزب الحرية، هربرت كيكيل، قد التقى بالرئيس قبل ذلك بيوم واحد. وخلال هذه اللقاءات، شدد فان دير بيلين على ضرورة تقديم تنازلات من جميع الأطراف، قائلاً: “المسألة تتعلق بمصلحة الدولة ككل”.
بابلر: لا لانتخابات جديدة، والاستقرار هو الأولوية
قبل اجتماعه في قصر هوفبورغ، بادر أندرياس بابلر بالإعلان عن استعداده للتفاوض، مقدمًا فريقه المكلّف بمباحثات الائتلاف. وخلال ظهوره في برنامج “ZIB2″، أكد بابلر أن حزبه مستعد “لتحمل المسؤولية”، مكررًا موقفه الرافض لإجراء انتخابات مبكرة، قائلاً:
“أريد أن أقول لكم شيئًا واحدًا: لا أريد انتخابات جديدة. النمساويون يريدون الاستقرار. ليس هناك حاجة إلى أسابيع أو أشهر أخرى من الحملات الانتخابية، فالمجلس الوطني لا يزال قادرًا على العمل، وهذا يوفر أساسًا جيدًا للحكومة المقبلة.”
“هناك هدف واحد، لكن عدة طرق لتحقيقه”
أعرب بابلر عن انفتاحه على دعم حكومة خبراء إذا قرر الرئيس تشكيلها، لكنه أوضح أن خياره الأول هو تشكيل حكومة ائتلافية تقليدية، ولذلك، أكد أنه سيجري جولة جديدة من المحادثات مع جميع الأحزاب، باستثناء حزب الحرية النمساوي (FPÖ)، قائلاً: “إذا كانت الأحزاب الأخرى، وخاصة حزب الشعب، مستعدة للعمل معنا، فقد نتمكن في النهاية من تشكيل حكومة ائتلافية.”
وأضاف أن “جميع الأطراف، بما في ذلك الحزب الاشتراكي، باتت أكثر استعدادًا لتقديم تنازلات”، مؤكدًا أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق إذا توافقت الأحزاب على “الهدف المشترك، حتى وإن كانت هناك طرق مختلفة للوصول إليه”.
ما موقف الحزب الاشتراكي من “ضريبة البنوك”؟
عندما سئل عن موقف حزبه من مقترح “ضريبة البنوك”، الذي كان نقطة الخلاف الرئيسية في المفاوضات السابقة مع حزب الشعب، ألمح بابلر إلى إمكانية حدوث تغييرات، قائلاً: “عند الاستماع إلى تصريحات زعيم حزب الشعب أمس، يبدو أن هناك بعض التحرك في هذا الملف. لا أريد تكرار الأخطاء السابقة بالدخول في مفاوضات عبر وسائل الإعلام، بل أريد مفاوضات جدية وعلى قدم المساواة، حيث تكون مصالح الطبقة الوسطى ممثلة بوضوح على طاولة النقاش”.
بابلر يريد تشكيل الحكومة “في أسرع وقت ممكن”
رغم الصعوبات الاقتصادية والتحديات المالية الكبيرة التي تواجه البلاد، شدد بابلر على ضرورة “تحسين سوق العمل وإيجاد حلول سريعة”. كما أقرّ بأن حزبه يدرك مدى إلحاح الموقف، مشيرًا إلى أنه يريد بدء المحادثات مع زعيم الكتلة البرلمانية لحزب الشعب، كريستيان ستوكر، في أقرب وقت ممكن.
وفي ختام مقابلته مع المذيعة ماري-كلير تسيمرمان، وضع بابلر إطارًا زمنيًا صارمًا لتشكيل الحكومة، قائلاً: “في غضون أسبوعين أو ثلاثة يمكن أن نصل إلى اتفاق نهائي”، وأضاف أن الحكومة الجديدة يجب أن تكون جاهزة بحلول أوائل مارس، على الأقل وفقًا لرؤيته.