جولة جديدة من مباحثات تشكيل الحكومة النمساوية وسط سعي حزب النيوس لدور حكومي مسبق
INFOGRAT – فيينا:
بعد انتهاء الجولة الأولى من المباحثات بين حزبي الشعب النمساوي ÖVP والحزب الاشتراكي النمساوي SPÖ حول إمكانية تشكيل حكومة مشتركة مستقبلية، من المقرر أن يلتقي صباح الاثنين زعماء الحزبين مع رئيسة حزب النيوس NEOS، بياته ماينل-رايسينجر، في اجتماع شخصي يجمعهم للمرة الأولى. جاء هذا الإعلان عن اللقاء من قبل الحزبين، الشعب والاشتراكي، يوم الأحد.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، كان من المخطط أن تجري بعد اللقاء جولة تفاوض جديدة بين الحزبين ÖVP وSPÖ، إلا أنه تم تأجيلها لأسباب تتعلق بالجداول الزمنية. ولم يتم تحديد ساعة معينة للاجتماع المرتقب بين رئيس حزب الشعب كارل نهامر، ورئيس الحزب الاشتراكي أندرياس بابلر، ورئيسة حزب النيوس بياته ماينل-رايسينجر.
بعد اجتماع الاثنين، ستُعقد جولة جديدة من المحادثات بين حزب الشعب وحزب الاشتراكي يوم الثلاثاء، بدلاً من يوم الاثنين كما كان مقرراً في البداية. ويهدف الاجتماع المقبل إلى تحديد مسألة الشريك الثالث ووضع خطة واضحة للمراحل المقبلة، وقد كانت قضايا الهجرة، والأمن، ومكافحة التضخم، وتوفير السكن ميسور التكلفة هي الموضوعات الرئيسية في آخر جلسة مباحثات بين الحزبين يوم الأربعاء.
حالة وفاة
وتأجل اجتماع كان مقرراً للمستشار النمساوي لمدة 24 ساعة بسبب حالة وفاة في دائرته المقربة، فقد توفي حماه، الأسطورة التلفزيونية بيتر نيديتزكي، الذي اشتهر من خلال برنامج “Aktenzeichen XY”، عن عمر ناهز 84 عاماً.
البحث عن شريك ثالث
يعود السبب في البحث عن شريك ثالث إلى الأغلبية الضئيلة التي يمتلكها حزب الشعب وحزب الاشتراكي، حيث لا يتجاوز تفوقهم مقعداً واحداً. والهدف المعلن للجولة المقبلة هو حسم مسألة الشريك الثالث ووضع خطة للمفاوضات المقبلة.
وقد أبدى حزب النيوس الأسبوع الماضي استعداده لتحمل مسؤولية حكومية، إلا أن تصريحات الأمين العام للحزب دوغلاس هيوس، الذي أعرب عن رغبة النيوس في تولي وزارة المالية، أثارت استياء حزب الشعب، الذي أكد بدوره أن الوقت الحالي ليس مناسباً للحديث عن المناصب الحكومية، بل يجب التركيز على محتوى السياسات. كما أبدى الحزب الاشتراكي “دهشته” من تصريحات النيوس، حيث صرح الأمين العام للحزب الاشتراكي كلاوس زيلتنهايم قائلاً: “ما لا يريده الناس هو سياسة تضع المناصب قبل المحتوى”.
لقاءات بابلر مع النيوس والخضر
يبدو أن حزب الشعب يفضل التعاون مع حزب النيوس، بينما لا يزال الحزب الاشتراكي يبقي خياراته مفتوحة. وقد أجرى رئيس الحزب الاشتراكي بابلر محادثات مع رئيسة النيوس ماينل-رايسينجر ورئيس حزب الخضر فيرنر كوجلر، واصفاً إياها بأنها كانت “بناءة للغاية”. وأكد أن هناك تقاطعات مشتركة في الرؤى مع الحزبين، حيث يتميز النيوس بأفكار مبتكرة في مجال التعليم، فيما يتفق حزب الخضر مع الحزب الاشتراكي حول قضايا مثل محاربة فقر الأطفال وسياسات المناخ.
ومع ذلك، هناك شكوك مستمرة حول مدى جدوى التحالف الثلاثي، خاصة بعد انهيار التحالف بين الأحزاب المماثلة في ألمانيا. وقد أشار كل من حاكم كارينثيا بيتر كايزر من الحزب الاشتراكي والحاكم السابق لولاية النمسا العليا جوزيف بويرينغر من حزب الشعب إلى ضرورة التفكير ملياً في جدوى هذا الخيار، مشيرين إلى إمكانية العمل مع شركاء مختلفين لكل مبادرة قانونية من أجل تأمين الأغلبية الضئيلة.
نهامر يسعى إلى “أغلبية مستقرة”
أعرب المستشار كارل نهامر من حزب الشعب، خلال قمة الاتحاد الأوروبي في هنغاريا يوم الخميس، عن صعوبة المسار الحالي. ورفض إجراء مقارنة مع الوضع في ألمانيا، مشدداً على أن “ما نحتاجه هو أغلبية مستقرة في البرلمان وبرنامج واضح”.
مفاوضات “بناءة ومكثفة”
وصفت الأحزاب الجولة الأخيرة من المباحثات بين حزبي الشعب والاشتراكي بأنها كانت “بناءة” و”مكثفة للغاية” وتم التركيز فيها على قضايا الهجرة، والأمن، ومكافحة التضخم، وتوفير السكن بأسعار معقولة.
وفي تصريحات سابقة، أوضح نهامر أن أبرز أولويات حزبه في المباحثات، هي السياسة الصناعية، والهجرة والاندماج، والصحة والرعاية، وضمان استفادة العاملين من جهودهم. كما أعرب عن رغبته في تعزيز سردية إيجابية مفادها أن النمسا تستطيع تجاوز الأزمات بقدرة أكبر مما يعتقد البعض.
أما بابلر فقد أكد أن الهدف هو تحقيق رغبة الناخبين في التغيير ومعالجة التحديات الرئيسية، مشيراً إلى أهمية تقديم حلول “كبرى” بدلاً من “التسويات الضئيلة”. وقد أضاف إلى أولويات نهامر قضايا المناخ ومكافحة الغلاء.
لا موعد محدداً بعد لبدء مفاوضات تشكيل الحكومة
لم تقدم الأحزاب أي تفاصيل جديدة حول موعد محتمل لبدء مفاوضات رسمية لتشكيل الحكومة، وما زالت الأمور غير واضحة بهذا الشأن.
في السياق نفسه، سيغادر المستشار نهامر مؤقتاً المحادثات يوم الاثنين لحضور مراسم تنصيب حاكم ولاية فورآرلبرغ ماركوس فالترنر في هوفبورغ، حيث سيقوم بدور الرئيس الاتحادي ألكساندر فان دير بيلين الغائب بسبب خضوعه لعملية جراحية في العمود الفقري، على أن يعود للمحادثات فور انتهاء المراسم.