حزب الحرية النمساوي ينتقد زيارة وزيرة الخارجية إلى أوكرانيا

زارت وزيرة الخارجية النمساوية الجديدة، بياته ماينل-ريسينجر (NEOS)، يوم الجمعة العاصمة الأوكرانية كييف، حيث التقت بالرئيس فولوديمير زيلينسكي، معبرة عن تضامن النمسا مع أوكرانيا، وفيما يتعلق بإعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب، شجعت ماينل-ريسينجر الشركات النمساوية على المشاركة، مؤكدة أن ذلك يتطلب أولاً وقفًا لإطلاق النار. وقد أصدرت مجموعة الدول السبع (G-7) إشارات إيجابية في هذا الصدد، حيث جاء في بيانها الختامي تأكيد على “الدعم الثابت” لـ”السلامة الإقليمية” لأوكرانيا، ووقعت الولايات المتحدة على هذا البيان أيضًا.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، توجهت ماينل-ريسينجر في ثاني رحلة خارجية لها بعد بروكسل إلى كييف، حيث التقت أولاً بنظيرها الأوكراني أندريه سيبيها. وأكدت ماينل-ريسينجر أن النمسا وقفت إلى جانب أوكرانيا “منذ اليوم الأول للعدوان الروسي الوحشي”، وستستمر في تقديم هذا الدعم. وفي كييف، وضعت ماينل-ريسينجر وسيبيها معًا إكليلًا من الزهور على جدار الذكرى للجنود الذين سقطوا.

أعلنت ماينل-ريسينجر أن النمسا ستشتري حبوبًا من أوكرانيا بقيمة مليوني يورو لصالح الدول الفقيرة في الشرق الأوسط، وشكر سيبيها النمسا على دعمها السياسي والاقتصادي، وكذلك على استقبالها لعدد كبير من اللاجئين.

في فترة ما بعد الظهر، التقت ماينل-ريسينجر بالرئيس الأوكراني زيلينسكي، ولم يُسمح للصحفيين بحضور هذا الاجتماع، ثم قامت بزيارة لرئيس الوزراء دينيس شميهال.

زارت ماينل-ريسينجر أيضًا مستشفى الأطفال أوخماتديت، الذي تعرض في العام الماضي لضربة صاروخية، وأدى الهجوم الروسي بصاروخ كروز إلى مقتل شخصين، وصفت الوزيرة هذا الهجوم بأنه “تعريف لجريمة حرب”، من المتوقع أن يكتمل إعادة بناء المستشفى بحلول الصيف، وقد دعم الصليب الأحمر النمساوي هذا الجهد بمبلغ 300,000 يورو.

فيما يتعلق بإعادة الإعمار الضرورية لأوكرانيا بعد انتهاء الحرب، رأت ماينل-ريسينجر فرصًا كبيرة للشركات النمساوية، وأشار المندوب التجاري النمساوي في كييف، جورج فاينغارتنر، إلى أن هناك حاجة إلى استثمارات تتراوح بين 500 و700 مليار يورو.

أكدت ماينل-ريسينجر أن النمسا ستواصل تقديم مساهمتها، مشيرة إلى أن ذلك يعتمد على التفويض والميزانية. كما أعلنت أن الحكومة الفيدرالية ستعين مبعوثًا خاصًا لإعادة الإعمار في أوكرانيا.

أكدت ماينل-ريسينجر أيضًا على أهمية دعم النمسا في عمليات إزالة الألغام. وأوضحت أن النمسا ستصرف الخمسة ملايين يورو التي أعلنت عنها في الخريف لدعم إزالة الألغام في الأراضي الزراعية. ولم تحدد الوزيرة موقفًا واضحًا بشأن مشاركة الجنود النمساويين في قوات حفظ السلام المحتملة.

انتقد حزب الحرية النمساوي (FPÖ) بشدة زيارة ماينل-ريسينجر إلى كييف، حيث قالت المتحدثة باسم السياسة الخارجية للحزب، سوزان فورست، إن الوزيرة “تتصرف كمبعوثة للاتحاد الأوروبي أو الناتو وليس كوزيرة خارجية لدولة النمسا المحايدة بشكل دائم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى