كيف يدفع تيك توك الشباب في النمسا نحو التطرف؟ تحقيق جديد يكشف التفاصيل

تناول كتاب جديد للصحفيين شتيفان كالتنبروغر وكليمنس نوهوالد ظاهرة الدعاة الإسلاميين على منصة TikTok، الذين يُتهمون بالمساهمة في نشر التطرف بين الشباب، ويأتي هذا العمل بعد حادثة الطعن التي وقعت في Villach، حيث تبين أن الجاني، كحال العديد من الشبان، قد تعرض لعملية تطرف عبر هذه المنصة.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أوضح الصحفيان في كتابهما “Allahs mächtige Influencer” (مؤثرو الله الأقوياء) كيف أن 80% من الشباب يستخدمون تيك توك لساعات يوميًا، مما يسهل تعرضهم لمحتوى متطرف، ومن أجل اختبار مدى سرعة الانتقال من مقاطع فيديو عادية إلى محتوى متشدد، أنشأ المؤلفان حسابًا على تيك توك متظاهرين بأنهما شاب يبلغ 17 عامًا.

وفي مقابلة ضمن برنامج “Bei Budgen” على القناة النمساوية ORF، أشار كالتنبروغر إلى أن من يُظهر اهتمامًا بالإسلام على TikTok يجد نفسه سريعًا أمام محتوى لوعاظ متشددين، مما يعزز الفكر السلفي بين الشباب، حتى أصبح يُنظر إليه كـ”تيار رئيسي” بين بعض المسلمين، وأضاف أن تأثير هؤلاء الدعاة بات أقوى من تأثير الأئمة في المساجد، مما أدى إلى انتشار “شرطة الأخلاق” بين طلاب المدارس، حيث يحاول البعض فرض رؤيتهم الدينية على زملائهم.

رمضان: موسم الذروة للدعاة الرقميين

من جانبه، قال الصحفي كليمنس نوهوالد إن شهر رمضان يمثل “ذروة النشاط” لهؤلاء الدعاة، حيث ينشرون محتوى يركز على تقسيم العالم بين “حلال” و”حرام”، وأوضح أن ذلك يؤدي إلى ظواهر مثيرة للقلق، مثل قيام أطفال في المدارس الابتدائية بالصيام، ما يتسبب في انهيارهم صحيًا خلال اليوم الدراسي، كما أفاد العديد من المعلمين ومديري المدارس.

تيك توك كمصدر للتطرف: أمثلة مقلقة

يسلط الكتاب الضوء على العديد من القضايا التي تورط فيها شباب تعرضوا للتطرف عبر تيك توك، ومن بينهم:

  • منفذ هجوم Villach، الذي تأثر بالمحتوى المتطرف على المنصة.
  • مراهق (14 عامًا) تم توقيفه في فبراير بعد تخطيطه لهجوم في محطة Westbahnhof بفيينا.
  • فتاة في نفس العمر كانت تخطط لاعتداء في ساحة Jakominiplatz بغراتس.
  • بيران أ. الذي خطط لاستهداف حفل المغنية تايلور سويفت.

ويستعرض الكتاب كيف تطورت هذه الظاهرة من دعاة مثل بيير فوغل، الذي كان من أوائل الدعاة الإسلاميين على الإنترنت، وصولًا إلى جيل جديد من المؤثرين الإسلاميين الذين يستغلون المنصات الرقمية لنشر أفكارهم.

استراتيجيات الدعاة: “الالتفاف على القانون”

بحسب الصحفيين، فإن الدعاة المتطرفين لا يدعون بشكل صريح إلى العنف، بل يستخدمون لغة مبطنة تجعل من الصعب محاسبتهم قانونيًا، ويوضح نوهوالد: “إنهم يتجنبون أي تصريحات مباشرة قد تورطهم، ما يجعل من الصعب ملاحقتهم قضائيًا”.

كيف يمكن مواجهة الظاهرة؟

يعرض الكتاب خطة من 12 نقطة لمكافحة انتشار الفكر المتطرف عبر الإنترنت، وقد بدأت الحكومة النمساوية بالفعل بتطبيق أحدها عبر فرض حظر استخدام الهواتف المحمولة في المدارس.

يشكل الكتاب تحذيرًا من التأثير المتزايد للدعاة الإسلاميين على المنصات الرقمية، ويؤكد على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية للحد من انتشار الفكر المتطرف بين الشباب في أوروبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى