محاكمة نمساوية احتالت على مكتب العمل بعد بيعها صورًا ذات طابع جنسي وكسبها 46 ألف دولار

شهدت مدينة كلاغنفورت في ولاية كيرنتن النمساوية واقعة أثارت جدلًا واسعًا، حيث مثلت شابة تبلغ من العمر 26 عامًا أمام المحكمة بتهمة الاحتيال الاجتماعي الخطير، بعدما وُجهت إليها اتهامات بتقاضي إعانة البطالة من الدولة في الوقت الذي كانت تحقق فيه أرباحًا مجزية من نشاطها عبر الإنترنت على منصة OnlyFans، وتفجرت الفضيحة بعد أن قام شريكها السابق بالتبليغ عنها، ما أدى إلى فتح تحقيق رسمي انتهى بتوجيه الاتهام إليها ومطالبتها بإعادة المبالغ التي تلقتها إلى الدولة.

وبحسب صحيفة krone النمساوية، في تفاصيل الجلسة التي انعقدت أمام محكمة إقليمية في مدينة كلاغنفورت، حضرت المتهمة وهي تحمل بين ذراعيها طفلتها الصغيرة، لتجلس بها في قفص الاتهام. المشهد غير المألوف دفع القاضي ديتمار فاسرتوويرر إلى التعاطف، حيث قالت المتهمة بصوت خافت: “لم أجد أحدًا يعتني بها”، وقد أبدى القاضي وكذلك ممثلة الادعاء ساندرا أنيولي تفهمًا لهذا الظرف.

وعندما واجهها القاضي بالتهم المنسوبة إليها، اعتذرت الشابة مباشرة قائلة: “أنا آسفة”، لكن ملف القضية كان واضحًا وصريحًا: على مدى سنوات، كانت المتهمة تتلقى إعانة البطالة من الدولة، في حين كانت تحقق أرباحًا تفوق 46,000 دولار أمريكي من محتوى خاص تقدمه عبر منصة OnlyFans الأمريكية الشهيرة، والتي تتيح للمستخدمين مشاهدة صور ومقاطع شخصية مقابل اشتراك مالي.

وسألها القاضي: “ماذا كنتِ تعرضين؟”، فأجابت بصوت منخفض: “صور” لم تُحدّد نوع الصور، إلا أن المنصة معروفة عالميًا بمحتواها ذي الطابع الجنسي، والذي يُقدم مقابل مبالغ مالية للمستخدمين.

القضية طالت أيضًا مؤسسة التأمين الاجتماعي للمستقلين، التي تضررت نتيجة هذا الاحتيال، إذ لم تُصرّح المتهمة بدخلها الحقيقي، مما يُعد انتهاكًا جسيمًا للقانون.

ورغم خطورة التهمة، أعربت الشابة عن رغبتها في طي صفحة الماضي والتركيز على مستقبل ابنتها، قائلة: “أهم شيء الآن هو ابنتي، وأتمنى أن أصبح ممرضة بعد انتهاء هذه القضية، إن كان ذلك لا يزال ممكنًا”. وقد وافق القاضي على منحها فرصة ثانية، مراعيًا مسؤولياتها كأم وطموحها للعمل في مهنة إنسانية، فأصدر بحقها حكمًا مخففًا يتضمن السجن لمدة ثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ، لا يُدرج في سجلها الجنائي، ما يتيح لها متابعة حياتها دون عوائق قانونية مستقبلًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى