مواصلة المشاورات لتشكيل الحكومة النمساوية وسط أسبوع مكثف من المفاوضات

INFOGRAT – فيينا:
تواصلت يوم الثلاثاء جلسات المشاورات بين الحزبين الأكبر في النمسا، حزب الشعب النمساوي (ÖVP) والحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ)، بهدف تشكيل حكومة جديدة. ووصف كارل نيهامر، رئيس حزب الشعب، الجلسة التي استمرت خمس ساعات في مؤتمر صحفي بأنها كانت “بناءة”، مؤكداً أن الأيام المقبلة ستشهد “أسبوعاً مكثفاً من المشاورات”. بدوره، أشار رئيس الحزب الاشتراكي، أندرياس بابلار، إلى “أهمية مواصلة الحوار”، لكنه لم يفصح عن إمكانية الدخول في مفاوضات رسمية لتشكيل الحكومة.

APA

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تم بالفعل تشكيل مجموعة من الخبراء للنظر في ميزانية الدولة، ومن المتوقع أن تقدم تحليلاً شاملاً للأرقام بحلول نهاية الأسبوع، ليتم الاستناد إليها في تحديد الإجراءات القادمة. من جانبه، وصف بابلار وتيرة العمل بأنها “سريعة للغاية”. أما مسألة ضم طرف ثالث إلى المفاوضات فلم تحسم بعد، حيث لم يقدم أي من رئيسي الحزبين إجابة واضحة. في المقابل، جدد نيهامر تأكيده على أن “الاستمرار بنفس النهج السابق غير ممكن”.

التزام بالشفافية وحذر في التصريحات
في بداية هذه المرحلة من المفاوضات، رفض نيهامر الإدلاء بأي تصريحات بشأن تقدم المباحثات، مشدداً على أن التركيز ينصب على إيجاد أفضل الحلول رغم التباينات في مواقف الحزبين. من جهته، أكد بابلار اختلاف المواقف بين الحزبين، ورفض التخلي عن خطط الحزب الاشتراكي المتعلقة بالضرائب، مستنداً إلى مبدأ السرية في المحادثات.
أولويات نيهامر ومبادرات بابلار
حدد نيهامر بعض الأولويات في المفاوضات، مثل سياسة العمل والإنتاج، الهجرة والاندماج، الصحة والرعاية، مع ضرورة تحسين وضع العاملين. كما أكد رغبته في تعزيز “السرد الإيجابي”، مشيراً إلى قدرة النمسا على تجاوز الأزمات. في المقابل، شدد بابلار على ضرورة تقديم “حلول شاملة” تعبر عن رغبات الناخبين وتلبي التحديات المركزية، مثل المناخ والتضخم.
التحديات المالية ولقاء محتمل مع الشركاء
رغم التحديات التي تفرضها الميزانية المتزايدة، أشار المجلس المالي إلى عجز يقدر بحوالي 3.9% من الناتج المحلي الإجمالي، وعلق بابلار بأن حزبه حذر منذ فترة من هذا التحدي، مؤكداً صعوبة الوضع الحالي. ومن المقرر استئناف المباحثات يوم الأربعاء، حيث سيتم تحديد ما إذا كانت المشاورات ستتحول إلى مفاوضات رسمية لتشكيل الحكومة.
فيما يتعلق بالتحالفات المحتملة، يبدو أن حزب النيوس هو الشريك الأقرب، حيث التقى بابلار برئيسته بياته ماينل-رايسينجر يوم الاثنين، كما من المتوقع أن يلتقي مع فيرنر كوجلر، المتحدث باسم حزب الخضر، في وقت لاحق هذا الأسبوع.
استمرار دور إدتشتادلر في فريق التفاوض
لم يطرأ أي تغيير على فريق التفاوض من جانب حزب الشعب، حيث كانت هناك تكهنات حول إمكانية مغادرة وزيرة الدولة كارولين إدتشتادلر للفريق، بعد إعلانها أنها لن تشارك في الحكومة المقبلة. إلا أنها أكدت يوم الثلاثاء أنها عرضت مواصلة المشاركة، ووصفت الأمر بأنه “أمر طبيعي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى