استطلاع IMAS: تدهور الأوضاع المالية لـ42٪ من النمساويين خلال خمس سنوات

أظهر استطلاع صادر عن معهد IMAS أنّ 42 بالمئة من المواطنين في النمسا يشعرون بأنّ أوضاعهم المالية باتت أسوأ مما كانت عليه قبل خمس سنوات، حيث أرجعوا ذلك إلى الارتفاع الحاد في الأسعار، واضطرارهم لتقليص نفقاتهم في مختلف مجالات الحياة اليومية، لا سيما النساء وكبار السن، الذين أفادوا بأنّهم الأكثر تأثرًا بالتضخم المالي.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أجري هذا الاستطلاع من خلال مقابلات شخصية مع 1.034 شخصًا ممثلين للسكان النمساويين ممن تزيد أعمارهم عن 16 عامًا، وذلك خلال شهر آذار/مارس 2025.

النساء وكبار السن الأكثر تأثرًا

أفاد الاستطلاع بأنّ 45 بالمئة من النساء و48 بالمئة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا يرون أن أوضاعهم المالية تدهورت مقارنة بما كانت عليه قبل خمس سنوات، مقابل متوسط عام قدره 42 بالمئة بين جميع المشاركين، كما أشار 40 بالمئة من المستطلعة آراؤهم إلى أنّهم مضطرون للتنازل عن المزيد من الأمور مقارنة بما كانوا عليه قبل خمس سنوات، وكانت النسبة بين النساء 45 بالمئة، وبين من تجاوزوا الستين 42 بالمئة. وجاءت القناعة العامة واضحة: “كل شيء أصبح أغلى”.

انخفاض حدة التأثر مقارنة بعام 2023

رغم استمرار الشعور بارتفاع الأسعار، فإن نسبة المتأثرين بها تراجعت مقارنة بعام 2023. حيث قال 15 بالمئة إنّهم متأثرون جدًا بزيادة الأسعار، مقارنة بـ22 بالمئة في العام الماضي. بينما أفاد 43 بالمئة بأنّهم متأثرون “إلى حد ما”، مقارنة بـ47 بالمئة في 2023. في المقابل، صرّح 27 بالمئة بأنّهم لا يشعرون كثيرًا بتأثير الغلاء، بعد أن كانت النسبة 21 بالمئة فقط العام الماضي. أما نسبة من لم يشعروا إطلاقًا بأي تغيّر في الأسعار، فقد بقيت مستقرة عند 5 بالمئة.

أين يتم التوفير؟ تقليص النفقات في الطعام والديكور والعطلات

أظهر الاستطلاع أنّ النمساويين والنمساويات يلجؤون إلى التوفير بشكل رئيسي في مجال تناول الطعام خارج المنزل وطلب الوجبات الجاهزة، حيث أفاد بذلك 29 بالمئة من المشاركين. كما قام 22 بالمئة بتقليص استثماراتهم وتأميناتهم، و22 بالمئة قللوا الإنفاق على الأثاث والديكور. أما في مجالات العطلات والهدايا، فقد شدد 19 بالمئة الحزام. كذلك، قلّص 18 بالمئة من المصاريف على الملابس والأحذية والأجهزة الإلكترونية.

في المقابل، هناك مجالات لا يمكن الادخار فيها، حيث أشار 22 بالمئة إلى عدم إمكانية التوفير في الإيجار، و20 بالمئة إلى عدم تقليصهم للإنفاق في مجال الرياضة.

ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية

قدّر متوسط سعر كيلوغرام الخبز دون عروض أو تخفيضات بـ3.50 يورو، وسعر لتر الحليب بـ1.48 يورو، وسعر 250 غرامًا من الزبدة بـ2.58 يورو. وأكّد أكثر من 80 بالمئة من المشاركين أنّ أسعار الزبدة، الجبن، الخبز، الحليب، البيض، شرائح السلمون (Lachsfilet) ولحم البقر (Rindfleisch) شهدت زيادات واضحة. كما لاحظ أكثر من 60 بالمئة ارتفاع أسعار الشوكولاتة بالحليب الكامل، الطحين، السكر، مسحوق الغسيل، التفاح، لحم الدجاج (Hühnerfleisch)، الأرز، البطاطس، لحم الخنزير (Schweinefleisch)، ومشروب كوكاكولا (Coca-Cola).

استراتيجيات المستهلكين لمواجهة الغلاء

حوالي 60 بالمئة من المستهلكين واجهوا الغلاء بتركيز أكبر على العروض الترويجية، وجمع أكبر عدد من العروض والمقارنات، وهي نسبة مماثلة لما كانت عليه في عام 2023. كذلك، يستخدم 48 بالمئة تطبيقات العروض الخاصة بسلاسل المتاجر الغذائية. أما نسبة من قلصوا الكميات التي يشترونها فقد بلغت 42 بالمئة، بعد أن كانت 52 بالمئة قبل عامين.

غير أنّ الاتجاه نحو شراء المنتجات المستعملة لا يحظى بشعبية كبيرة في النمسا العليا (Oberösterreich)، حيث قال حوالي 70 بالمئة من المشاركين إنّهم نادرًا أو لا يستخدمون هذا الخيار على الإطلاق، بينما وفّر 23 بالمئة فقط عبر الشراء من الأسواق المستعملة، مقابل 31 بالمئة في عام 2023.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى