نتائج إيجابية للحكومة النمساوية الجديدة في الاستطلاعات وسط غموض بشأن الإصلاحات المقبلة

تصدّر رئيس الجمهورية ألكسندر فان دير بيلن (Alexander Van der Bellen) مجدداً مؤشر الثقة الجديد (APA/OGM-Vertrauensindex) الذي يقيس ثقة المواطنين النمساويين في السياسيين، فيما جاء وزير المالية ماركوس مارترباور (Markus Marterbauer) من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) كأكثر أعضاء الحكومة الجديدة ثقةً بين المواطنين.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أظهر المؤشر، الذي نُشرت نتائجه اليوم الجمعة (11 نيسان/أبريل 2025)، أن أكثر من نصف أعضاء الحكومة الجديدة يتمتعون بميزان ثقة إيجابي، وهي نتيجة لم تُسجّل منذ عام 2020، عقب تشكيل الحكومة الائتلافية بين حزبي الشعب (ÖVP) والخضر (Die Grünen) وقبل اندلاع جائحة كورونا.

مارترباور يتصدر المشهد الحكومي

سجل ماركوس مارترباور، وزير المالية الجديد، أعلى ميزان ثقة بين الوزراء الجدد بـ +9 نقاط. وحل بعده:

  • وزير التعليم كريستوف فيدركير (Christoph Wiederkehr) من حزب النيوس (NEOS) بـ +8 نقاط،
  • وزيرة العدل آنا سبورر (Anna Sporrer) بـ +6 نقاط،
  • وزيرة المرأة والعلم إيفا-ماريا هولتسلايتنر (Eva-Maria Holzleitner) بـ +5 نقاط،
  • وزيرة الشؤون الاجتماعية كورينا شومان (Korinna Schumann) بـ +5 نقاط (وجميعهم من الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPÖ).

أما جوزيف شيلهورن (Josef Schellhorn) من حزب NEOS، فكان أكثر وزراء الدولة شعبية، بينما جاءت وزيرة الخارجية ورئيسة حزب NEOS بيآته ماينل-رايسينغر (Beate Meinl-Reisinger) كأبرز من حافظ على شعبيته بين الوجوه غير الجديدة بـ +4 نقاط. يليها مباشرة المستشار الفيدرالي كريستيان ستوكر (Christian Stocker) من حزب الشعب (ÖVP) بـ +3 نقاط.

انخفاض الثقة في بعض أعضاء الحكومات السابقة

في المقابل، كانت نتائج أعضاء الحكومات السابقة أضعف. وجاء وزير الزراعة نوربرت توتشنغ (Norbert Totschnig) كأفضلهم بـ -5 نقاط، لكنه في الوقت ذاته سجل تحسناً ملحوظاً بـ 10 نقاط مقارنة بآب/أغسطس 2024.

وضع مماثل سُجّل لكل من وزير الداخلية غيرهارد كارنر (Gerhard Karner) ووزيرة الاندماج كلوديا بلاكولم (Claudia Plakolm)، وكلاهما من حزب الشعب (ÖVP).

أما رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي أندرياس بابلر (Andreas Babler)، فحل في أسفل القائمة مع ميزان ثقة سلبي بـ -19 نقطة، يليه نائب المستشار ورئيس حزب الخضر فيرنر كوغلر (Werner Kogler) بـ -13 نقطة. ومع ذلك، فقد سجل الاثنان تحسناً طفيفاً مقارنة بالاستطلاع السابق.

فان دير بيلن يحافظ على موقعه في القمة

واصل ألكسندر فان دير بيلن تصدره للمؤشر كأكثر الشخصيات السياسية النمساوية التي تحظى بالثقة، حيث ارتفع ميزان الثقة لديه إلى +24 نقطة، بتحسن قدره 7 نقاط مقارنة بالمؤشر السابق في آب/أغسطس 2024. وجاءت دوريس بوريس (Doris Bures)، النائبة الثالثة لرئيس البرلمان الاتحادي (SPÖ)، في المرتبة الثانية.

هربرت كيكل في ذيل القائمة

أما رئيس حزب الحرية FPÖ هربرت كيكل (Herbert Kickl)، فجاء في ذيل الترتيب كأقل السياسيين ثقة بـ -43 نقطة، متقدماً فقط على رئيسي الكتلة البرلمانية لحزبي الشعب والخضر، أوغوست فوغينغر (August Wöginger) بـ -24، وزيغريد ماورر (Sigrid Maurer) بـ -22.

ويُشار إلى أن كيكل كان الشخصية الوحيدة التي تراجعت شعبيتها منذ آخر استطلاع، حيث فقد نقطة واحدة إضافية. كما برز اسم فالتر روزنكرتس (Walter Rosenkranz)، رئيس المجلس الوطني من حزب FPÖ، كأضعف الوافدين الجدد بمؤشر ثقة سلبي بلغ -21 نقطة، وسط انتقادات متزايدة على خلفية انتمائه إلى رابطة طلاب يمينية قومية (Burschenschaft).

“شهر العسل” الحكومي تحت المراقبة

أشار فولفغانغ باخماير (Wolfgang Bachmayer)، مدير معهد OGM، إلى أن هذه النتائج الإيجابية تعود جزئياً إلى أن الإصلاحات الحتمية والتخفيضات الكبيرة في الميزانية لم تُعلن أو تُنفذ بعد بشكل واضح، قائلاً:

“السؤال الحقيقي هو: إلى متى سيدوم هذا شهر العسل، سواء مع الإعلام أو مع الناخبين؟”

تفاصيل المنهجية

أُجري الاستطلاع عبر الإنترنت بين 4 و9 نيسان/أبريل 2025، وشمل 1,029 مواطناً نمساوياً يحق لهم التصويت، وتم اختيارهم بعينة تمثيلية، ويبلغ الحد الأقصى لهامش الخطأ ±3.1%، ويُحسب ميزان الثقة عبر طرح نسبة “لا أثق” من نسبة “أثق”.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى