السجن “الشكلي” وغرامة على نمساوي – تركي اعتدى جنسياً على أولاد في مدرسة إسلامية في سالزبورغ

فيينا – INFOGRAT:
اعترف خلال محاكمته في محكمة سالزبورغ بارتكابه جرائم استغلال جنسي بحق ثلاثة أطفال داخل نُزل داخلي تابع لجمعية ثقافية إسلامية، بعد أن أنكر التهم في البداية، الأمر الذي دفع المحكمة لإصدار حكم بالسجن مع وقف التنفيذ وغرامة مالية.
بدأت محكمة سالزبورغ الإقليمية يوم الأربعاء 7 مايو/أيار 2025 محاكمة رجل نمساوي من أصل تركي يبلغ من العمر 35 عاماً، متهم بارتكاب جرائم استغلال جنسي واعتداء على أولاد داخل نُزل داخلي تابع لجمعية ثقافية إسلامية في المدينة، حيث أنكر المتهم التهم في بداية الجلسة، مدعياً أن الادعاءات “مختلقة بالكامل”، لكنه سرعان ما اعترف بكامل الأفعال المنسوبة إليه خلال الجلسة بعد ساعات من الاستجواب.
وبحسب صحيفة krone النمساوية، ووفقاً لما أورده الادعاء العام، فإن الرجل ارتكب بين عامي 2008 و2014 سلسلة من الانتهاكات الجنسية بحق ثلاثة فتيان تتراوح أعمارهم بين 10 و16 سنة، أثناء إقامته معهم في النُزل كطالب أكبر سناً يُعرف بـ”الأخ” (Bruder)، ووجهت إليه النيابة العامة تهماً شملت الاغتصاب (Vergewaltigung)، والإكراه (Nötigung)، والاعتداء الجسدي (Körperverletzung)، والتحرش الجنسي (sexuelle Belästigung)، إضافة إلى الاستغلال الجنسي للأطفال (sexueller Missbrauch).
أوضح المدعي العام أن التهم تستند إلى شهادات ثلاثة ضحايا، لم يكن بينهم معرفة سابقة، وهو ما اعتبره دليلاً على مصداقية الروايات. وأفادت لائحة الاتهام أن المتهم قام بملامسة الأطفال بشكل غير لائق في المناطق الحساسة، بل وتجاوز ذلك إلى الاعتداء الجنسي القسري على أحدهم.
من جانبه، دافع محامي المتهم عنه بالقول إن الشهادات “متضاربة” وغير متسقة، مشيراً إلى أن موكله “ليس مثلياً ولا يعاني من ميول بيدوفيلية”. وزعم المتهم، في رده على استفسارات القاضية، أنه عاش في بيئة محافظة داخل النُزل، حيث كان الأطفال يؤدون صلواتهم خمس مرات يومياً، في ما وصفه بـ”المكان المقدس”، وأكد أنه لم يشهد أو يسمع عن أي اعتداء جنسي خلال فترة إقامته، التي امتدت حتى سن الثانية والعشرين، بينما كان ينام في غرفة منفصلة عن باقي الأطفال.
لكن القاضية شككت في رواية المتهم، مشيرة إلى أن تأخر بعض الضحايا في الإبلاغ عن الاعتداء ليس بالأمر الغريب في مثل هذه القضايا. وأشارت إلى أن إحدى الأمهات هي من دفعت ابنها لتقديم البلاغ، على الرغم من تردده الشخصي في ذلك. وسألته مجدداً: “ربما أنت ممن يدفنون الأمور في الذاكرة؟ ربما هذا صحيح؟” إلا أن المتهم واصل إنكاره في تلك اللحظة.
إلا أن الأجواء تغيرت بشكل مفاجئ بعد مرور ساعات من الجلسة التي شهدت شحنة عاطفية مرتفعة، حيث انهار المتهم وأقر بكل التهم المنسوبة إليه، وقال بصوت خافت: “أنا آسف بشدة”، ثم التزم الصمت.
أصدرت المحكمة بعد اعترافه حكماً بالسجن لمدة 18 شهراً مع وقف التنفيذ، وغرامة مالية إلزامية قدرها 2160 يورو. كما أمرت المحكمة بخضوعه لعلاج نفسي (Psychotherapie). وأشارت المعطيات القضائية إلى أن اعتراف المتهم وكون الجرائم قد مضى عليها زمن طويل، كانا عاملين مؤثرين في تجنيبه دخول السجن فعلياً.