عشرات الآلاف يتظاهرون في فيينا وبريغنز ضد تحالف محتمل بين حزب الشعب وحزب الحرية

فيينا – INFOGRAT:
شهدت العاصمة النمساوية فيينا، يوم الثلاثاء، مظاهرة حاشدة شارك فيها نحو 30,000 شخص، احتجاجًا على مفاوضات تشكيل حكومة محتملة بين حزب الشعب (ÖVP) وحزب الحرية (FPÖ)، وذلك بالتزامن مع الذكرى الخامسة والعشرين لتولي أول حكومة اتحادية بقيادة اليمين المتشدد في النمسا.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، انطلقت المسيرة من Ballhausplatz وصولًا إلى مقر حزب الشعب في Lichtenfelsgasse، حيث رفع المتظاهرون شعارات تندد بالتحالف المحتمل، من بينها: “نحن الجدار العازل، أين أنتم؟ لا لكِكل!”، في إشارة إلى زعيم حزب الحرية Herbert Kickl، وعبّر المحتجون عن رفضهم لأي شكل من أشكال العنصرية، ومعاداة السامية، وكراهية المثلية، إضافة إلى التنديد بالسياسات التي يعتبرونها تمييزية، مثل مقترح “بطاقات الدفع” لطالبي اللجوء.
قلق بشأن حقوق النساء والمجتمعات المهمشة
أعرب المتظاهرون عن مخاوفهم من التأثيرات المحتملة لتحالف بين حزبي الشعب والحرية على حقوق المرأة ومجتمع LGBTIQ والأقليات الأخرى، حيث عبّرت إحدى المشاركات في حركة “Omas gegen Rechts” عن قلقها من تكرار أحداث الماضي، معتبرة أن البلاد قد تتجه نحو “مسار فاشي”.
وفي سياق الاحتجاج، استذكر المتظاهرون الهجوم الإرهابي الذي وقع في Oberwart عام 1995، حيث قُتل أربعة من أفراد مجتمع Roma على يد المتطرف اليميني Franz Fuchs، مشددين على ضرورة مواجهة أي صعود سياسي لليمين المتطرف.
استمرار مفاوضات تشكيل الحكومة رغم الضغوط
تزامنت الاحتجاجات مع تزايد التكهنات حول وجود “توقف في المفاوضات” بين حزبي الشعب والحرية، وهو ما نفاه الطرفان، وصرح مسؤولون في حزب الشعب بأن المحادثات تمر بـ”مرحلة صعبة”، لكنها لا تزال مستمرة.
مظاهرات في بريغنز بالتزامن مع احتجاجات فيينا
لم تقتصر الاحتجاجات على العاصمة، إذ خرج حوالي 450 شخصًا في Bregenz، عاصمة ولاية فورارلبرغ، في مسيرة من Platz der Menschenrechte إلى مبنى حكومة الولاية، ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها: “حقوق الإنسان بدلًا من اليمين المتطرف”, و “التحالف الأسود-الأزرق يعني تقليصًا للحقوق الاجتماعية”, و“عندما طالبنا بمزيد من الحقوق للنساء، لم نقصد النازيين”.
انتشار أمني مكثف
رافقت الشرطة النمساوية المظاهرات بتعزيزات كبيرة، تضمنت استخدام الطائرات المسيرة، وأفادت بأن التظاهرات جرت بشكل سلمي دون تسجيل حوادث تُذكر.
موجة احتجاجات مستمرة ضد حزب الحرية
تعتبر هذه الاحتجاجات امتدادًا لحركة “Donnerstagsdemos”, التي بدأت عام 2000 مع دخول حزب الحرية إلى الحكومة لأول مرة، وعادت بقوة خلال حكومة Türkis-Blau عام 2017، وبعد فوز الحزب في الانتخابات الأخيرة، تصاعدت المظاهرات الرافضة لعودته إلى السلطة، حيث شارك عشرات الآلاف في احتجاجات مماثلة في يناير الماضي.