فيينا تتحضر لصناديق الاقتراع.. هل يعيد الاشتراكيون رسم الخارطة السياسية؟

فيينا – INFOGRAT:
شهدت نتائج انتخابات Burgenland التي أُجريت يوم الأحد تباينًا كبيرًا في ردود الفعل بين الأحزاب السياسية. فقد فقد SPÖ الأغلبية المطلقة لكنها احتفظت بالمركز الأول بفارق واضح. هذا الأمر أثار ارتياحًا داخل صفوف الحزب الاتحادي.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، عبّر رئيس الحزب Andreas Babler عبر منصة X عن سعادته بالنتيجة، واصفًا إياها بأنها “خبر جيد لكل سكان Burgenland”، مشيرًا إلى أن النتائج حالت دون تشكيل أغلبية يمينية تجمع بين FPÖ وÖVP، كذلك، قدمت SPÖ Wien تهانيها عبر ذات المنصة لـ SPÖ Burgenland والمحافظ Hans Peter Doskozil، مشيدةً بالنتيجة التي وصفوها بـ “الجيدة للغاية”.
في المقابل، اعتبر FPÖ نتائجه المضاعفة تاريخيًا إنجازًا كبيرًا. وصرّح رئيس الحزب في فيينا Dominik Nepp بأن هذا النجاح يؤكد على الحاجة إلى سياسة نزيهة وعادلة في العاصمة، مشددًا على أن الحزب سيعمل بكل قوته لدعم المتضررين اقتصاديًا ولتحقيق العدالة الاجتماعية.
أما ÖVP، التي تكبد خسائر كبيرة في هذه الانتخابات، فقد وصف رئيسها في فيينا Karl Mahrer النتائج بأنها “مؤلمة”، لكنه أشار إلى أن فقدان SPÖ لأغلبيته المطلقة أمر إيجابي، إذ اعتبره خطوة نحو تقليص قدرتهم على الحكم الفردي. ومع ذلك، أبدى تفاؤله بمستقبل الحزب من خلال العمل الجاد على كسب ثقة الناخبين مجددًا. كما أثنى على جهود مرشح ÖVP في Burgenland Christian Sagartz وفريقه، واصفًا حملتهم الانتخابية بالشجاعة رغم الظروف الصعبة.
من جهته، عبّر حزب الخضر Grünen عن رضاه بالبقاء في برلمان الولاية رغم خسارة طفيفة، ووصفت مرشحتهم في فيينا Judith Pühringer النتيجة بأنها بداية لتغيير إيجابي، وأكدت أن التركيز على القضايا البيئية وحماية القرى يظل جزءًا من أولويات الحزب، أما NEOS فقد فشل مجددًا في دخول برلمان الولاية، ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من رئيس الحزب في فيينا Christoph Wiederkehr.
فيينا تستعد للانتخابات المبكرة في أبريل المقبل
بعد أيام قليلة من انتهاء انتخابات Burgenland، أعلنت حكومة فيينا المحلية، المكونة من تحالف SPÖ وNEOS، تقديم موعد انتخابات المدينة إلى 27 أبريل المقبل، بدلًا من موعدها المعتاد في الخريف، جاء هذا القرار بسبب الظروف السياسية الراهنة واحتمال تولي رئيس FPÖ، Herbert Kickl، منصب المستشار الاتحادي.
هذه الخطوة تعكس حالة القلق السياسي في العاصمة، حيث تُعتبر الانتخابات المقبلة حاسمة لإعادة تشكيل المشهد السياسي، وستشمل الانتخابات اختيار أعضاء برلمان الولاية ومجالس الأحياء، بالإضافة إلى تحديد مستقبل الائتلاف الحاكم، وقد أوضح رئيس بلدية فيينا Michael Ludwig ونائبه Christoph Wiederkehr أن التعاون بين الحزبين الحاكمين في فيينا مستمر بشكل إيجابي رغم التوترات السياسية على المستوى الاتحادي.
تذكير بنتائج انتخابات 2020
في الانتخابات السابقة التي جرت في عام 2020، حصل SPÖ على 41.6% من الأصوات، مسجل زيادة طفيفة، كما ارتفعت نسبة Grünen إلى 14.8%، ولكنهم فقدوا مكانهم في الحكومة لصالح NEOS، الذين حققوا 7.5%، وفي المقابل، سجل ÖVP ارتفاعًا كبيرًا ليصل إلى 20.4%، بينما شهد FPÖ انهيارًا حادًا بخسارته 23.7% من أصواتها، لتنتهي بـ 7% فقط، هذه النتائج كانت مؤثرة في تشكيل حكومة المدينة التي استبعدت Grünen لأول مرة منذ سنوات.
دلالات تقديم موعد الانتخابات
تقديم موعد الانتخابات في فيينا ليس أمرًا جديدًا، فقد حدثت واقعة مشابهة في عام 2001 عندما قرر عمدة فيينا آنذاك Michael Häupl تقديم الموعد إلى مارس بدلًا من الخريف، وسط حالة سياسية مضطربة، وتلك الخطوة قادت SPÖ إلى تحقيق أغلبية مطلقة في البرلمان المحلي، ومع ذلك، فإن تكرار هذا السيناريو اليوم يبدو مستبعدًا بسبب التغيرات في قانون الانتخابات التي قللت من تفضيل الأحزاب الكبرى.
توقعات المشهد السياسي
رغم قلة الاستطلاعات حول انتخابات فيينا المقبلة، تشير التوقعات إلى أن FPÖ قد تحقق مكاسب كبيرة بغض النظر عن وضعها في الحكومة الاتحادية، ومن ناحية أخرى، يظل الأداء المتوقع لـ SPÖ محط أنظار المراقبين، خاصة مع النجاح الذي حققته في الانتخابات الوطنية الأخيرة في فيينا حيث تمكنت من الحفاظ على تقدمها.
وفي الوقت ذاته، يبدو أن Heinz-Christian Strache، الرئيس السابق لـ FPÖ والذي قاد الحزب إلى الهبوط الحاد بعد فضيحة “إيبزا”، يستعد للعودة مجددًا من خلال فريقه “HC”، على أمل تحسين نتائجه بعد فشله في دخول البرلمان المحلي عام 2020.