هل تتحول ORF إلى “إذاعة حكومية” تحت سيطرة حزب الحرية النمساوي؟

ناقش مفاوضو حزب الحرية (FPÖ) وحزب الشعب (ÖVP) لأول مرة قضية الإعلام ضمن جدول أعمال مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة، حيث أعرب مجلس تحرير هيئة الإذاعة النمساوية (ORF) عن قلقه الشديد من خطط حزب الحرية لإلغاء رسوم اشتراكات ORF والاعتماد على تمويل الهيئة من الموازنة العامة مع فرض تخفيضات على ميزانيتها، ووصف المجلس هذه الخطط بأنها بداية “تدمير ORF”، محذرًا من التأثيرات السلبية التي قد تترتب عليها.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أبدى ممثلو تحرير ORF تخوفهم من أن يتم “تجويع الهيئة ماليًا”، وإجبارها على تقليص خدماتها، بالإضافة إلى إعادة هيكلتها وفقًا لرغبات حزب الحرية، وأشار المجلس إلى أن الحزب عمل لسنوات على تصوير ORF كعدو، ويبدو أنه يسعى الآن إلى تنفيذ مطالب قديمة تهدف إلى تقليص الهيئة إلى “خدمة أساسية” تخضع تمامًا لسيطرة الحكومة.

تحذيرات من تحول ORF إلى أداة حكومية
اتهم مجلس تحرير ORF حزب الحرية بالسعي لتحويل الهيئة إلى “إذاعة حكومية” بتمويل مباشر من الدولة وسيطرة على التعيينات في مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية، وأكد المجلس أن الهدف الحقيقي للحزب هو توجيه الأموال العامة إلى وسائل إعلام مقربة منه، ما يؤدي إلى نشر “دعاية حزبية”.

كما شدد المجلس على أهمية وجود وسائل إعلام موثوقة وعالية الجودة في الأنظمة الديمقراطية، خاصة في ظل انتشار المعلومات المضللة، وذكر أسماء أعضاء مجلس التحرير الذين وقعوا البيان، من بينهم ديتر بورنيمان وسيمونه ليونهارتسبيرغر.

دعوة إلى حزب الشعب لاتخاذ موقف واضح
حث مجلس تحرير ORF حزب الشعب على رفض خطط حزب الحرية إذا كان الحزب جادًا في التزامه بالديمقراطية وحرية الإعلام، مشيرًا إلى أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة لمستقبل الإعلام في النمسا.

إنجازات ORF وبرامج التقشف
استعرض المجلس إنجازات الهيئة، حيث توفر ORF خدمات إعلامية شاملة في مجالات الأخبار والرياضة والثقافة والترفيه مقابل 15.30 يورو شهريًا لكل منزل، مع إعفاء حوالي 300,000 أسرة ذات دخل منخفض من الرسوم، كما أشار إلى أن الهيئة تساهم بمبلغ 100 مليون يورو في صناعة الأفلام النمساوية، و120 مليون يورو في الثقافة، ومثلها في الرياضة.

وأضاف البيان أن الهيئة تعاني من سنوات من التقشف، حيث تم إلغاء 1,000 وظيفة منذ عام 2007، وتوفير 450 مليون يورو خلال السنوات السبع الماضية. كما كانت زيادات الرواتب في ORF من بين الأدنى في البلاد.

ردود فعل الأحزاب
صرح كريستيان هافينيكر، الأمين العام لحزب الحرية، بأن الحزب يدعم “تنوع وسائل الإعلام” ويؤمن بحرية الصحافة والتعبير، مشددًا على أن إلغاء رسوم ORF وإصلاحها أمر مشروع ويجد قبولًا لدى الناخبين. واعتبر مخاوف مجلس تحرير ORF “غير واقعية ومبالغًا فيها”.

من جهته، أعرب فيليب كوشير، نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الاشتراكيين الديمقراطيين (SPÖ)، عن قلقه البالغ من خطط حزب الحرية التي تستهدف إضعاف الإعلام العام، داعيًا حزب الشعب إلى التصدي لما وصفه بـ”النهج التخريبي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى